٢٢٧٣ - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة)). رواه أحمد، وأبو داود. [٢٢٧٣]
٢٢٧٤ - وعنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا علي نبيهم، إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم)) رواه الترمذي. [٢٢٧٤]
٢٢٧٥ - وعن أم حبيبة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل ُّكلام ابن آدم عليه لا
ــ
التذكير فيهما، فعلي رواية التإنيث في ((كانت)) ورفع ((ترة)) ينبغي أن يؤول مرجع الضمير من ((كانت)) مؤنثا، أي القعدة أو الاضطجاعة، فيكون ((ترة)) مبتدأ والجار والمجرور خبره، والجملة خبر كان. وأما علي رواية التذكير ونصب ((ترة)) كما هو في المصابيح فظاهر، والجار والمجرور متعلق بـ ((ترة)) ويؤيد هذه الرواية الأحاديث الآتية بعد. وذكر المكإنين هنا لاستيعاب الأمكنة، كذكر الزمإنين بكرة وعشيا لاستيعاب الأزمنة، يعنى من فتر ساعة من الأزمنة، وفي مكان من الأمكنة كان عليه حسرة وندامة؛ لأنه ضيع رأس ماله، وفوت ربحه، كما مر قبيل هذا، وأية حسرة أعظم من هذا!.
قوله:((إلا قاموا)) استثناء مفرغ التقدير: ما يقومون قياما إلا هذا القيام، وضمن ((قاموا)) معنى التجاوز فعدى بـ ((عن)) والمثل يراد به الكلام الذي يجري بين الناس في المجالس من الأمور الدنيوية والهفوات، والسقطات، فإذا لم تجر باسم الله تعالي يكون كجيفة يعافها الناس. وخص الحمار بالذكر ليشعر ببلادة أهل المجلس، وينصر هذا التأويل حديث أبي هريرة ((من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه)). وقوله ((وإن شاء عذبهم)) من باب التشديد، والتغليظ، ويحتمل أن يصدر من أهل المجلس ما يوجب العقوبة من حصائد ألسنتهم، والصلوات علي الرسول في هذا الحديث تلميح إلي معنى قوله تعالي:{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
الحديث السابع عن أم حبيبة: قوله: ((عليه لا له)) ((مظ)): قد يكون بعض الكلام لا عليه ولا