٢٢٨٥ - وعن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ تعالي يقولُ: أنا معَ عبْدي إذا ذكرني، وتحركتْ بي شفتاهُ)) رواه البخاريُّ [٢٢٨٥].
٢٢٨٦ - وعن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كانَ يقولُ:((لكل شيء صقالة، وصقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله)). قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:((ولا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع)) رواه البيهقي في ((الدعوات الكبير)).
ــ
الحديث السادس والسابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أنا مع عبدي)) قيل: أي بالرحمة، والإعانة، والتوفيق. أقول: معنى المعية كناية عن القربة، والشرف، لما ورد ((أنا جليس من ذكرني)) كما يقال: فلان جليس السلطان، أي مقرب مشرف عنده والحديث أبلغ حيث لم يقل هو جليسي. وقوله:((وتحركت بي)) أي بذكري، فيه من المبالغة ما ليس في قوله: إذا ذكرني باللسان, هذا إذا كان الواو للحال، وأما إذا كان للعطف فيحتمل الجمع بين الذكر باللسان وبالقلب، وهذا الثاني أولي؛ لأن المؤثر النافع هو الذكر باللسان مع حضور القلب، وأما الذكر باللسان والقلب لاه، فهو قليل الجدوى.
الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((لكل شيء صقالة)) ((كل شيء)) عام خص بقينه العقل، أي لكل شيء مما يصدأ حقيقة ومجازا، فإن صداء القلوب الرين في قوله تعالي:((كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون)) بمتابعة الهوى، المعني بها في قوله تعالي:((أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)) فكلمة ((لا إله)) يخليها و ((إلا الله يحليها، وباقي الحديث مضى شرحه في الفصل الثاني في حديث أبي الدرداء.