للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣١٣ - وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التسبيح نصف الميزان. والحمدلله يملؤه. ولا إله إلا الله ليس لها حجاب دون الله حتى تخلص إليه)) رواه الترمذي. وقال: هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي. [٢٣١٣]

٢٣١٤ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا قط إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلي العرش مااجتنب الكبائر)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [٢٣١٤]

ــ

العتق؛ لأن فك الرقاب أعظم مطلوب، وكونه من عنصر إسماعيل الذي هو أشرف الخلق نسبا، أعظم وأمثل.

الحديث العاشر عن عبد الله بن عمرو: قوله: ((التسبيح نصف الميزان)والحمدلله يملؤه)) قالوا: فيه وجهان، أحدهما أن يراد التسوية بين التسبيح والتحميد، بأن كل واحد منهما يأخذ نصف الميزان، فيملأن الميزان معا، وذلك؛ لأن الأذكار التي هي أم العبادات البدنية، والغرض الأصلي من شرعها تنحصر في نوعين، أحدهما: التنزيه، والآخر التمجيد، والتسبيح يستوعب القسم الأول، والتحميد يتضمن القسم الثاني. وثإنيهما: أن يراد بيان تفضيل الحمد علي التسبيح، وأن ثوابه ضعف ثواب التسبيح؛ لأن التسبيح نصف الميزان، والتحميد وحده يملؤه. وذلك؛ لأن الحمد المطلق إنما يستحقه من كان مبرءا عن النقائص، منعوتا بنعوت الجلال وصفات الإكرام، فيكون الحمد شاملا للأمرين وأعلي القسمين، وإلي الوجه الأول الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان علي اللسان، ثقيلتان في الميزان)) وإلي الثاني بقوله صلى الله عليه وسلم: ((بيدي لواء الحمد يوم القيامة)).أقول: يؤيد معنى الترجيح الترقي في قوله: ((ولا إله إلا الله ليس لها حجاب))؛ لأن هذه الكلمة اشتملت علي التنزيه والتمجيد لله تعالي كما مر، وعلي نفي ذلك عما سواه صريحا، ومن ثم جعله من جنس آخر؛ لأن الأولين دخلا في معنى الوزن، والمقدار في الأعمال، وهذا حصل منه القرب إلي الله تعالي من غير حاجز ولا مانع.

الحديث الحادي عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((حتى يفضي إلي العرش)) أي ينتهي إليه، وأصله من الفضاء. ((غب)):الفضاء المكان الواسع، ومنه أفضى بيده، وأفضى إلي امرأته، قال: ((وقد أفضى بعضكم إلي بعض)). ((مظ)):الحديث المتقدم يدل علي أنه تجاوز من العرش حتى انتهي إلي الله تعالي، والمراد بهذا وأمثاله سرعة القبول، وكثرة الثواب. قيد سرعة القبول وكمال الثواب باجتناب الكبائر؛ فإن الثواب يحصل للقائل سواء

<<  <  ج: ص:  >  >>