٢٣١١ - وعن سعد بن أبي وقاص، أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم علي امرأة وبين يديها نوى أو حصى، تسبح به فقال:((ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل؟ سبحان الله عدد ما خلق في السماء. وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد مابين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمدلله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك)) رواه الترمذي، وأبو داود, وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [٢٣١١]
٢٣١٢ - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله: ((من سبح مائة بالغداة ومائة بالعشي؛ كان كمن حج مائة حجة، ومن حمد الله مائة بالغداة ومائة بالعشي؛ كان كمن حمل علي مائة فرس في سبيل الله، ومن هلل الله مائة بالغداة ومائة بالعشي؛ كان كمن أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل، ومن كبر الله مائة بالغداة ومائة بالعشي؛ لم يأت في ذلك اليوم أحد بأكثر مما أتى به إلا من قال مثل ذلك، أو زاد علي ما قال)).رواه الترمذي، وقال هذا حديث حسن غريب. [٢٣١٢]
ــ
الحديث الثامن عن سعد رضي الله عنه: قوله: ((أو أفضل)) ((مظ)):شك الراوي أي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيسر عليك، أو قال: أفضل. أقول: ويمكن أن يكون ((أو)) بمعنى بل، وإنما كان أفضل؛ لأنه اعترف بالقصور، وأنه لا يقدر أن يحصي ثناؤه، وتسبيحه علي العد بالنواة إقدام علي أنه قادر علي الإحصاء، كما قال:((لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت علي نفسك)).قوله:((عدد ما خلق في السماء)) في ((ما)) وجهان: أحدهما أنه عام في الأجناس كلها، سواء كانت ذوات العلم أم لا، وثإنيهما جعل ذوا العلم بمنزلة غيره علي تأويل المعدود.
قوله:((ما هو خالق)) أي ما هو خالقه، أجمل بعد التفصيل؛ لأن اسم الفاعل إذا أسند إلي الله يفيد الاستمرار من بدء الخلق إلي الأبد- الكشاف-:قوله:} وجاعل الليل سكنا {ما هو بمعنى المضي، وإنما هو دال علي جعل مستمر في الأزمنة المختلفة، كما تقول: الله قادر عالم، فلا تقصد زمانا دون زمان. قوله:((مثل ذلك)) ((مثل)) منصوب نصب عدد في القرائن السابقة علي المصدر.
الحديث التاسع عن عمرو بن شعيب: قوله: ((من ولد إسماعيل)) تتميم ومبالغة في معنى