للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكن بالتسبيح والتهليل، والتقديس. وأعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولات مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة)) رواه الترمذي، وأبو داود. [٢٣١٦]

الفصل الثالث

٢٣١٧ - عن سعد بن أبي وقاص، قال: جاء أعرابي إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: علمني كلاما أقوله، قال: ((قل: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا. والحمدلله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين. لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم)) فقال: فهولاء لربي، فما لي؟ فقال: ((قل: اللهم اغفر لي، وأرحمني، واهدني، وازرقني وعافني)) شك الراوي في ((عافني)) رواه مسلم.

ــ

الكلمتين، ضموا بعض حروف إحداهما إلي بعض حروف الأخرى، مثل الحوقلة، والبسملة، فالتهليل مأخوذ من لا إله إلا الله، يقال: هيلل الرجل وهلل إذا قالها، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحصيل تلك الكلمات بأناملهن ليحط عنها بذلك ما اجترحته من الأوزار، فإنهن مسئولات مستنطقات، فيشهدن علي أنفسهن بما اكتسبنها، قال تعالي:} وما كنتم تسترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم)). ((مظ)):فيه تحريض علي استخدام جميع الأعضاء في الخيرات.

قوله: ((فتنسين الرحمة)) ((تو)):النسيان ترك ضبط ما استودع، وإما لضعف قلبه، وإما عن غفلة أو قصد، أي استحفظتن ذكر الرحمة، وأمرتن بمسألتها، فإذا غفلتن ضيعتن ما استودعن. ((مظ)):المعنى لا تتركن الذكر، فإنكن إن تركتن الذكر لحرمتن ثواب الذكر، فإن الله تعالي قال:} فاذكروني أذكركم {.وأقول: قوله: ((لا تغفلن)) نهي للأمرين، أي لا تغفلن عما ذكرت، لكن من اللزم علي الذكر والمحافظة عليه، والعقد بالأصابع توثيقا. وقوله: ((فتنسين)) جواب له، أي إنكن لو تغفلن عما ذكرت لكن تركتن سدى عن رحمة الله، هذا من باب قوله تعالي:} لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي {أي لا تكن منكن الغفلة، فيكون من الله ترك الرحمة، فعبر بالنسيان عن الترك كما في قوله تعالي:} وكذلك اليوم تنسى {.

الفصل الثالث

الحديث الأول عن سعد رضي الله عنه: قوله: ((الله أكبر كبيرا)) ((مح)):هو منصوب بفعل مضمر، أي كبرت كبيرا، ويجوز أن يكون حالا مؤكدة كقولك: زيد أبوك عطوفا. قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>