للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: ((يا فلان! إذا أويت إلي فراشك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع علي شقك الأيمن، ثم قلت: اللهم أسلمت نفسي إليك، إلي قوله: أرسلت)) وقال: ((فإن مت من ليلتك مت علي الفطرة، وإن أصبحت أصبحت خيرا)).متفق عليه.

٢٣٨٦ - وعن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلي فراشه قال: ((الحمدلله الذي أطعمنا، وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي)).رواه مسلم.

ــ

ولأنه اختار أن يثني عليه بالجمع بين الاسمين، ويعد نعمة الله في الحليين تعظيما لما عظم موقعه عنده من منة الله عليه وإحسانه إليه.

((نه)):النبي فعيل بمعنى فاعل للمبالغة من النبأ للخبر؛ لأنه أنبأ عن الله تعالي، أي أخبر، ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه، وقيل: إن النبي مشتق من النباوة وهو الشيء المرتفع. ورد النبي صلى الله عليه وسلم علي البراء حين قال: ((ورسولك الذي أرسلت)) بما رد عليه ليختلف اللفظان، ويجمع الثنائين معنى الارتفاع والإرسال، ويكون تعديدا للنعمة في الحالين، وتعظيما للمنة علي الوجهين. قوله: ((لرجل يا فلان)) وهو أسيد بن حضير. وقوله: ((إذا أويت إلي فراشك فتوضأ)) مثل قوله تعالي:} إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا {أي إذا أردت أن تجعل فراشك مكان نومك فتوضأ.

الحديث الخامس عن أنس رضي الله عنه: ((فكم ممن لا كافي)) ((مظ)):الكافي والمؤوي، هو الله تعالي، يكفي شر بعض الخلق عن بعض، ويهيء لهم المأوى والسكن، فالحمد لله الذي جعلنا منهم، فكم من خلق لا يكفيهم الله شر الأشرار، بل تركهم وشرهم، وكم من خلق لم يجعل الله لهم مأوى، بل تركهم يهيمون في البوادي.

أقول: ((كم)) تقتضي الكثرة، ولا يرى ممن حاله هذا إلا قليلا نادرا، علي أنه افتتح بقوله: ((أطعمنا وسقانا)).ويمكن أن ينزل هذا المعنى علي قوله تعالي:} ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا والذين كفروا لا مولي لهم {. فالمعنى إنا نحمد الله تعالي علي أن عرفنا نعمته، ووفقنا لأداء شكرها، فكم من منعم عليه لم يعرفها فكفر بها. وكذلك الله مولي الخلق كلهم بمعنى أنه ربهم ومالكهم، لكنه ناصر للمؤمنين ومحب لهم، فالفاء في ((فكم)) لتعليل الحمد. ((مح)):قيل معنى ((آوانا)) هنا رحمنا، فقوله: ((كم ممن لا مؤرى له)) أي لا راحم ولا عاطف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>