٢٣٩٨ - وعن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يصبح: اللهم أصبحنا نشهدك، ونشهد حملة عرشك وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، إلا غفر الله له ما أصابه من يومه ذلك من ذنب. وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصابه في تلك الليلة من ذنب)) رواه الترمذي، وأبو داود، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [٢٣٩٨]
٢٣٩٩ - وعن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد مسلم يقول إذا أمسى وإذا أصبح ثلاثا: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا؛ إلا كان حقا علي الله أن يرضيه يوم القيامة)) رواه أحمد، والترمذي. [٢٣٩٩]
..
من نكبة وفتنة، فإنه يحيق به، ويصل إليه من إحدى هذه الجهات، والفرق بين استعمال ((من)) مع قوله: ((من بين يدي ومن خلفي)) وحروف المجاورة مع ((عن يميني وعن شمالي)) قد مضى. وأما تخصيص جهة السفل بقوله:((وأعوذ بعظمتك أن اغتال)) فليدمج قوله تعالي:} ولو شيءنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلي الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب)) وما أحسن موقع قوله: ((بعظمتك)) في هذا المقام! فليتدبر. قوله:((أن أغتال)) ((غب)):الغول إهلاك الشيء من حيث لا يحس به، يقال: غال يغوله غولا، واغتاله اغتيالا، ومنه سمي السعلاة غولا.
الحديث العاشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((نشهدك)) أداء الشهادة يوم أشهدهم بها علي أنفسهم، وتجديد لها في كل صباح ومساء، وعرض من أنفسهم أنهم ليسوا عنها غافلين، والاستثناء في قوله:((إلا غفر الله له)) مفرغ، وقد سبق أن المستثنى منه جواب الشرط المحذوف.
الحديث الحادي عشر عن ثوبان: قوله: ((ما من عبد مسلم)) التنكير فيه للتعظيم، أي كامل في إسلامه، راض بقضاء ربه، وبنبوة حبيبه، وبدين الإسلام، وأظهر هذا الاعتقاد من نفسه قولا وفعلا، كان حقا علي الله أن يرضيه. ولعلو شأن هذه المرتبة التي هي الرضي من الجانبين، خص الله عز وجل كرام الصحابة بها حيث قال عز من قائل:} رضي الله عنهم وضوا عنه {.والحق بمعنى الواجب، إما بحسب الوعد أو الإخبار، وهو خبر ((كان)) واسمه ((أن يرضيه))، وهذه الجملة خبر ((ما))،والاستثناء مفرغ.