رواه الترمذي وقال: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، والحكم بن ظهير الراوي قد ترك حديثه بعض أهل الحديث. [٢٤١١]
الفصل الثالث
٢٤١٢ - وعن أبي مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم: فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه. وأعوذ بك من شر ما فيه، ومن شر ما بعده. ثم أمسى فليقل مثل ذلك. رواه أبو داود. [٢٤١٢]
٢٤١٣ - وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: قلت لأبي: يا أبت! أسمعك تقول كل غداة: ((اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت)) تكررها ثلاث حين تصبح، وثلاثا حين تمسي. فقال: يا بني! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن، فأنا أحب أن أستن بسنته. رواه أبو داود. [٢٤١٣]
و ((العزة)) في الأصل القوة والشدة والغلبة، يقول: عز يعز- بالكسر- إذا صار عزيزا، وعز يعز- بالفتح- إذا اشتد. قوله:((جارك)) الجار هو المستجير، كقول الشاعر:
هم المانعون كالجار حتى كأنما ... لجارهم فوق السماكين منزل
والجار الأول بمعنى المجير. ((غب)):يقال: استجرت فلان، فأجارني، قال تعالي:} إني جار لكم {} وهو يجير ولا يجار عليه {. أقول: فقوله ((عز جارك)) كالتعليل لقوله: ((كن لي جارا)) فإذا حمل علي الغلبة يكون معناه: اجعلني غالبا علي من يريد شرى من خلقك حتى أدفعهم عني، وإذا حمل علي الشدة يكون معناه اجعل لي شدة لا أكون بها مغلوبا لهم.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أبي مالك: قوله: ((فتحه ونصره)) وما بعده بيان لقوله: ((خير هذا اليوم)) والفتح الظفر بالبلد قهرا أو صلحا؛ لأنه متعلق ما لم يظفر به، والنصرة الإعانة والإظهار علي العدو. وهذا أصل لمعناهما، ويمكن التعميم فيهما.
الحديث الثاني عن عبد الرحمن رضي الله عنه: قوله: ((اللهم عافني في سمعي)) خصهما بالذكر بعد ذكر البدن؛ لأن العين تجلو آيات الله المثبتة في الآفاق، والسمع هي الآيات المنزلة، فهما جامعان لدرك الآيات العقلية والنقلية، وإليه ينظر قوله صلى الله عليه وسلم:((اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا)).