٢٤١٠ - وعن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: ((الحمد لله الذي كفإني، وآوإني، وأطعمني، وسقإني، والذي من علي فأفضل، والذي أعطإني فأجزل، الحمد لله علي كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه، وإله كل شيء، أعوذ بك من النار)) رواه أبو داود. [٢٤١٠]
٢٤١١ - وعن بريدة، قال: شكا خالد بن الوليد إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:((يا رسول الله! ما أنام الليل من الأرق فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أويت إلي فراشك فقل: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا، أن يفرط علي أحد منهم، أو أن يبغي، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، لا إله إلا أنت)).
ــ
جمعتهم، والمعنى اجعلني من القوم المجتمعين، ويريد بـ ((الأعلي)) الملأ الأعلي وهم الملائكة، ومن أهل الندي إذا أريد به المجلس، ويقال: لا يكون الندي إلا الجماعة من أهل الندي والكرم، ويروى ((في النداء الأعلي)) وهو الأكثر، والنداء مصدر ناديته، ومعناه أن ينادي به للتنويه، والرفع به، ويحتمل أن يراد به نداء أهل الجنة- وهم الأعلون رتبة ومكانا- أهل النار، كم في القرآن:} ونادلا أصحاب الجنة أصحاب النار {.
أقول: قوله: ((اللهم اغفر لي)) دعاء بمنزلة الحكم الذي رتب علي الوصف المناسب، فإنه لما جعل النوم والاستراحه لله تعالي، ليتسعين بها علي طاعته ويجتنب معاصيه، طلب أن يعينه تعالي علي طلبته من فك الرهان، وخذلان من يحجره عنه من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، ثم طلب ما هو المنحة الأسنى، والمقامة الزلفي، والندي الأعلي، فأعجب بقوم هذا نومهم، فكيق يقظتهم؟
الحديث الحاي والعشرون عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((من علي فأفضل)) أي أنعم فزاد، ((الفاء)) فيه لترتبها في التفاوت من بعض الوجوه، كقولك: خذ الأفضل فالأكمل، واعمل الأحسن فالأجمل، فالإعطاء حسن، وكونه جزيلا أحسن، وهكذا المنون. وقدم الامتنان علي الإعطاء؛ لأنه غير مسبوق بعمل للعبد، كالإعطاء فإنه قد يكون بإزاء عمل من العبد.
الحديث الثاني والعشرون عن بريدة: قوله: ((من الأرق)) ((نه)):الأرق هو السهر، ورجل أرق، إذا سهر لعلة، فإن كان السهر من عادته، قيل: أرق- بضم الهمزة والراء-،فـ ((من)) ابتدائية للتعليل، أي لأجل هذه العلة، و ((ما أقلت)) أي ما رفعته الأرضون من المخلوقات،