التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر ذي شر، أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر)) رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، ورواه مسلم مع اختلاف يسير. [٢٤٠٨]
٢٤٠٩ - وعن أبي الأزهر الأنماري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: ((بسم الله، وضعت جنبي لله، اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطإني، وفك رهإني، واجعلني في الندى الأعلي)) رواه أبو داود. [٢٤٠٩]
ــ
والنوى، ويخرج الميت من الحي، أي يخرج هذه الأشياء من الحيوان والنامي، ثم عقب ذلك كله بقوله:((منزل التوراة))؛ ليؤذن بأن لم يكن إخراج الأشياء من كتم العدم إلي فضاء الوجود، إلا بتعلم وتعبد، ولا يحصل ذلك إلا بكتاب ينزله، ورسول يبعثه، كأنه قيل: يا مالك، يا مدبر، يا خالق، يا هادي.
قوله:((فليس قبلك شيء)) تقرير للمعنى السابق، وذلك أن قوله:((أنت الأول)) مفيد للحصر لتعريف الخبر باللام، فكأنه قيل: أنت مختص بالأولية، فليس قبلك شيء، وعلي هذا قوله:((فليس فوقك شيء)).وقوله:((فليس دونك شيء)) بمعنى الإحاطة بالكائنات، فينبغي أن يحمل الظاهر والباطن علي معنى تقرر الإحاطة. نعم! الظاهر والباطن لهما معان لا تنحصر لكن باقتضاء المقام. ((مح)):قال الباقلإني: تمسكت المعتزلة بقوله: ((ليس بعدك شيء)) علي أن الأجسام تفنى بعد الموت، وتذهب بالكلية، ومذهب أهل السنة بخلافه، والمراد أن الفإني هو الصفات، والأجزاء المتلاشية باقية, ولهذا يقال: آخر من بقي من بني فلان، يراد حياته، ولا يراد فناء أحيائهم وموتاهم.
الحديث العشرون عن أبي الأزهر: قوله: ((واخسأ)) وهو زجر الكلب. ((نه)):يقال: خسأته فخسئ، وخسأ وانخسأ، والخاسئ المبعد. ((تو)):معنى قوله: ((واخسأ شيطإني)) اجعله مطرودا عني كالكلب المهين، وأضافه إلي نفسه؛ لأنه أراد قرينه من الجن، أو الذي يبغي غوايته. وفك الرهن تخليص ما يوضع وثيقة للدين، وأراد بالرهان ها هنا نفس الإنسان؛ لأنها مرهونة بعملها، قال الله تعالي:} كل نفس بما كسبت رهينة {.و ((الندى)) أصله المجلس؛ لأن القوم يجتمون فيه، فإذا تفرقوا لم يكن نديا، ويقال أيضا للقوم، تقول: ندوت القوم أندوهم، أي