٢٤٢٩ - وعن عمر بن الخطاب، وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجلي رأي مبتلي، فقال: الحمد لله الذي عافني مما ابتلاك به، وفضلني علي كثير ممن خلق تفضيلا، إلا لم يصبه ذلك بلاء كائنا ما كان)).رواه الترمذي. [٢٤٢٩]
٢٤٣٠ - ورواه ابن ماجه عن ابن عمر.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعمرو بن دينار الراوي ليس بالقوي. [٢٤٣٠]
رأوه بالإخبار عنه ولذلك سمي الهلال هلالا، ثم نقل منه إلي طلوعه، لأنه سبب لرؤيته، ومنه إلي اطلاعه، وفي الحديث بهذا المعنى، أي أطلعه علينا، وأرنا إياه مقترنا بالأمن والإيمان. قوله:((ربي وربك الله)) ((تو)):وهو تنزيه للخالق أن يشاركه في تدبير ما خلق شيء، وفيه رد للأقاويل الداحضة في الآثار العلوية بأوجز ما يمكن، وفيه تنبيه علي أن الدعاء مستحب، لاسيما عند ظهور الآيات، وتقلب أحوال النيرات، وعلي أن التوجه فيه إلي الرب لا إلي المربوب، والالتفات في ذلك إلي صنع الصانع لا إلي المصنوع.
أقول: لما قدم في الدعاء قوله: ((الأمن، والإيمان، والسلامة، والإسلام)) طلب في كل من الفرقتين دفع ما يؤذيه من المضار، وجلب ما يرفقه من المنافع، وعبربـ ((الإيمان والإسلام)) عنها دلالة علي أن نعمة الإيمان والإسلام شاملة للنعم كلها، ومحتوية علي المنافع بأسرها، فدل ذلك علي عظم شأن الهلال حيث جعله وسيلة لهذا المطلوب، فالتفت إليه قائلا:((ربي وربك الله)) مقتديا بأبيه إبراهيم حيث قال:} لا أحب الآفلين {بعد قوله:} هذا ربي هذا أكبر {واللطف فيه أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين طلب دفع المضار وجلب المنافع في ألفاظ يجمعها معنى الاشتقاق.
الحديث الثاني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قوله: ((مما ابتلاك ربه)) هذا الخطاب فيه إشعار بأن المبتلي لم يكن مريضا، أو ناقصا في خلقه، بل كان عاصيا متخلعا خليع العذار، ولذلك خاطبه بقوله:((مما ابتلاك))،ولو كان المراد به المريض لم يحسن الخطاب، وينصره تعقيبه:((وفضلني علي كثير ممن خلق تفضيلا)).قوله:((كائنا ما كان)) هو حال من الفاعل، والعامل ((لم يصبه)) هذا هو الوجه، وذهب المظهر أنه حال من المفعول، وقال: إن في حال ثباته وبقائه ما كان، أي ما دام باقيا في الدنيا، قال المرزوقي: الحال قد يكون فيها معنى الشرط، كما أن الشرط فيه معنى الحال، فالأول لأفعلنه كائنا ما كان، أي إن كان هذا وإن كان هذا. والثاني كقول عمرو بن معد يكرب: