للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٤٥ - وعن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان، إذا تزوج، قال: ((بارك الله لك، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير)). رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود، وابن ماجه. [٢٤٤٥]

٢٤٤٦ - وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا تزوج أحدكم امرأةً، أو اشترى خادماً، فليقل: اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها، وشر ما جبلتها عليه. وإذا اشترى بعيراً، فليأخذ بذروة سنامه، وليقل مثل ذلك)). [٢٤٤٦]

وفي رواية في المرأة والخادم: ((ثم ليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة)). رواه أبو داود، وابن ماجه.

ــ

الاسم، فإنه يريد خير الموضع الذي يلج فيه، وعلي هذا يراد أيضاً بـ ((المخرج)) موضع الخروج، يقال: خرج مخرجاً حسناً، وهذا مخرجه.

الحديث السابع عشر عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((إذا رفأ)) ((إذا)) الأولي شرطية، والثانية ظرفية، وقوله: ((قال: بارك الله)) جواب الشرط. وإنما أتى بقوله: ((رفأ)) وقيده بالظرف؛ ليؤذن بأن الترفية محترز عنها، وأنها منسوخة بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم. ((قض)): الترفية أن يقال للمتزوج: بالرفاء والبنين، و ((الرفاء)) بالكسر والمد الالتئام والاتفاق، من رفأت الثوب إذا أصلحته، وقيل السكون والطمإنينة من قولهم: رفوت الرجل، إذا أسكنته، ثم استعير للدعاء للمتزوج وإن لم يكن بهذا اللفظ، والمعنى أنه إذا أراد الدعاء للمتزوج دعا له بالبركة، ويدل قولهم في جاهليتهم: ((بالرفاء والبنين)) بقوله هذا؛ لأنه أتم نفعاً وأكثر عائدة، ولما في الأول من التنفير عن البنات، والباعث علي وأدها.

أقول: قال: أولاً: ((بارك الله لك))؛ لأنه المدعو أصالة، أي بارك لك في هذا الأمر، ثم ترقى منه، دعا لهما، وعداه بـ ((علي)) لمعنى الدرور عليه بالذراري والنسل؛ لأنه المطلوب بالتزوج، وأخر حسن المعاشرة والموافقة والاستمتاع، تنبيهاً علي أن المطلوب الأولي هو النسل، وهذا تابع له.

الحديث الثامن عشر والتاسع عشر عن أبي بكرة: قوله: ((فلا تكلني)) الفاء فيه مرتب علي

قوله: ((ورحمتك أرجو)) فقدم المفعول ليفيد الاختصاص، والرحمة عامة فيلزم تفويض الأمور

كلها إلي الله تعالي، كأنه قيل: فإذا فوضت أمري إليك، فلا تكلني إلي نفسي طرفة عين؛

<<  <  ج: ص:  >  >>