٢٤٤٧ - وعن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلي نفسي طرفة عين، وأصلح لي شإني كله، لا إله إلا أنت)). رواه أبو داود. [٢٤٤٧]
٢٤٤٨ - وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رجل: همومٌ لزمتني وديونٌ يا رسول الله! قال: ((أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك؟)). قال: قلت: بلي. قال:((قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)). قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله همي، وقضى عن ديني. رواه أبو داود. [٢٤٤٨]
ــ
لإني لا أدري ما صلاح أمري وما فساده، فربما زاولت أمراً واعتقدت أن فيه صلاح أمري، فانقلب فساداً وبالعكس، ولما فرغ من خاصة نفسه، وأراد أن ينفي تفويض أمره إلي الغير، ويثبته لله تعال، قال:((وأصلح لي شإني)) وأكده بقوله: ((كله)) وعقبه بقوله: ((لا إله إلا أنت)). ولما اشتمل هذا الدعاء علي المعإني الجمة سماه بالدعوات.
الحديث العشرون عن أبي سعيد رضي الله عنه: قوله: ((هموم لزمتني)) ((شف)): ((هموم)) مبتدأ وخصص بـ ((لزمتني)) و ((ديون)) عطف عليه، والخبر محذوف تقديره عليَّ هموم وديون، وحذف الخبر لدلالة ((لزمتني)) عليه. ((قض)): فرق بين الهم والحزن فإن الهم إنما يكون في الأمر المتوقع، والحزن فيما قد وقع، أو الهم هو الحزن الذي يذيب الإنسان، يقال: همني المرض بمعنى أذابني، وانهم الشحم والبرد، إذا ذابا، وسمى به ما يعتري الإنسان من شدائد الغم؛ لأنه يذيبه أبلغ وأشد من الحزن، الذي أصله الخشونة.
والعجز أصله التأخر عن الشيء، مأخوذ من العجز، وهو مؤخر الشيء، وللزومه الضعف والقصور عن الإتيان بالشيء استعمل في مقابلة القدرة، واشتهر فيها. والكسل التثاقل عن الشيء مع وجود القدرة والداعية عليه.
قوله:((غلبة الدين))، وقهر الرجال)) ((تو)): غلبة الدين أن يقدحه ويثقله، وفي معناه حديث
أنس ((ضلع الدين)) يعني ثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء لثقله. و ((قهر الرجال)) هو الغلبة،
فإن القهر يراد به السلطان، ويراد به الغلبة، وأريد به ههنا الغلبة لما في غير هذه الرواية:
((وغلبة الرجال)) كأنه يريد به هيجان النفس من شدة الشبق، وإضافته إلي المفعول أي يغلبهم