للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٥٢٣ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد الحج فليعجل)). رواه أبو داود، والدارمي. [٢٥٢٣]

٢٥٢٤ - وعن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة)). رواه الترمذي، والنسائي. [٢٥٢٤]

٢٥٢٥ - ورواه أحمد، وابن ماجه عن عمر إلي قوله: ((خبث الحديد)).

ــ

قال أبو عبيدة: هو في الحديث التبتل وترك النكاح، أي ليس ينبغي لأحد أن يقول: لا أتزوج؛ لأنه ليس من أخلاق المؤمنين، وهو فعل الرهبان، والصرورة أيضاً الذي لم يحج قط، وأصله من الحبس والمنع. ((قض)): وظاهر هذا الكلام أيضاً يدل علي أن تارك الحج ليس بمسلم، والمراد منه أنه لا ينبغي أن يكون في الإسلام أحد يستطيع الحج ولا يحج، فعبر عنه بهذه العبارة للتشديد والتغليظ.

الحديث الرابع عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((من أراد)) أي قدر علي أداء الحج؛ لأن الإرادة مبدأ الفعل، والفعل مسبوق بالقدرة، فأطلق أحد سببي الفعل، وأراد الآخر، والعلاقة هي الملابسة، لأ، معنى ((فليتعجل)) فليغتنم الفرصة إذا وجد الاستطاعة من القوت والزاد والراحلة، قبل أن يمنع مانع لم يقدر عليه. وروي: ((حجوا قبل أن لا تحجوا، حجوا قبل أن يمنع البر جانبه)). ((مظ)): وهذا أمر استحباب، لأن تأخير الحج جائز من وقت وجوبه إلي آخر العمر.

الحديث الخامس عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله: ((تابعوا)) أي إذا حججتم فاعتمروا، أو إذا اعتمرتم فحجوا. وإزالته الفقر كزيادة الصدقة بالمال، {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل} الآية، مثل متابعة الحج والعمرة في إزالة الذنوب بإزالة النار خبث الذهب الإبريز الذي استصحبه من معدنه؛ لأن الإنسان مركوز في جبلته القوة الشهوإنية والغضبية، يحتاج إلي رياضة تزيلها عنه، هذا إذا كان معصوماً، فكيف بمن تابع هوى النفس، خليع العذار، منهمكاً في المعاصي؟ والحج جامع لأنواع الرياضات من إنفاق المال، وجهد النفس بالجوع والعطش والسهر، وقطع المهامه واقتحام المهالك، ومفارقة الأوطان، ومهاجرة الإخوان والأخدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>