نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس. فأنزل الله تعالي:{وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}. رواه البخاري.
٢٥٣٤ - وعن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله! علي النساء جهاد؟ قال:((نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة)). رواه ابن ماجه. [٢٥٣٤]
٢٥٣٥ - وعن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس، فمات ولم يحج، فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرإنياً)). رواه الدارمي. [٢٥٣٥]
٢٥٣٦ - وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:((الحاج والعمار وفد الله؛ إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم)). رواه ابن ماجه. [٢٥٣٦]
٢٥٣٧ - وعنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((وفد الله ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر)). رواه النسائي، والبيهقي في ((شعب الإيمان)). [٢٥٣٧]
ــ
الحديث الثاني عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((لا قتال فيه)) صفة ((جهاد)) وهو من أسلوب الرجوع، قرر أولاً ما سألت، وهو ((الجهاد)) ثم رجع عنه بقوله: ((لا قتال فيه)) نحو قوله تعالي: {قل أذن خير لكم} في جوابهم {هو أذن} أي نعم هو أذن، لكن أذن خير لكم، لا كما تزعمونه. و ((الحج)) يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أو بدلاً من ((جهاد)).
الحديث الثالث عن أبي أمامة رضي الله عنه: قوله: ((حاجة ظاهرة)) وهي فقد الزاد والراحلة. وقوله:((فليمت)) جواب الشرط، وبقية الحديث مضى شرحه مستقصى.
الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((الحاج)) ((نه)): الحاج والحاجة واحد الحجاج، وربما أطلقت الحاج علي الجماعة مجازاً، وقوله:((عماراً)) أي معتمرين، قال الزمخشري: لم يجئ فيما أعلم عمر بمعنى اعتمر، ولكن عمر الله إذا عبده، فيحتمل أن يكون العمار جمع عامر من عمر بمعنى اعتمر، وإن لم نسمعه، ولعل غيرنا سمعه، وأن يكون مما استعمل منه بعض التصاريف دون بعض، كما قيل: يذر ويدع، و ((الوفد)) الذين يقصدون الأمراء لزيارة، واسترفاد، وانتجاع، وغير ذلك.