٢٥٣١ - وعن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق. رواه أبو داود، والنسائي. [٢٥٣١]
٢٥٣٢ - وعن أم سلمة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلي المسجد الحرام؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أو وجبت له الجنة)). رواه أبو داود، وابن ماجه. [٢٥٣٢]
الفصل الثالث
٢٥٣٣ - عن ابن عباس، قال: كان أهل اليمن يحجون فلا يتزودون ويقولون:
ــ
الحديث العاشر والحادي عشر عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((ذات عرق)) ((قض)): هي موضع من شرقي مكة بينهما مرحلتان، يوازي قرن نجد، سمي بذلك؛ لأن هناك عرقاً، وهو الجبل الصغير. و ((العقيق)) موضع يقال: إنه قبيل ذات عرق، ويقال: إنه في حد ذات عرق من الطرف الأقصى، ولا اختلاف بين الحديثين، وفي صحة الحديثين مقال، والأصح عند الجمهور أن النبي صلى الله عليه وسلم ما بين لأهل المشرق ميقاتاً، وإنما حد لهم عمر رضي الله عنه حين فتح العراق، وهي بلاد من المشرق، إذ المراد منه ما يكون من شرقي مكة إلي آخر العمارات، وكان الشافعي يستحب للمشرقي عراقياً كان أو غيره أن يحرم من العقيق جمعاً بين الحديثين، وتفصياً عن الخلاف، فإن تحديد المواقيت وتعيينها للمنع عن مجاوزتها بلا إحرام لا عن الإحرام قبل ورودها.
الحديث الثاني عشر عن أم سلمة رضي الله عنها: قوله: ((غفر له))؛ لأنه لا إهلال أفضل وأعلي من ذلك؛ لأنه أهل من أفضل البقاع ثم مر بالأفضل، ثم انتهي إلي الأفضل، فلا غرو أن يعامل معاملة أفضل البشر {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((فلا يتزودون)) كان من الظاهر أن يقال: ((ولا يتزودون)) علي الحال، فجيء بالفاء إرادة يقصدون الحج، ويجوز أن يكون ((الفاء)) للسببية علي التعكيس، لأن قصد الحج سبب للتزود، فعكسوا كقوله تعالي:{وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}. قوله:{فإن خير الزاد التقوى} أي تزودوا واتقوا الاستطعام، وإبرام الناس، والتثقيل عليهم، فإن خير الزاد التقوى.