للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٥٠ - وعن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه وشماله: من حجر، أو شجر، أو مدر، حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا)). رواه الترمذي، وابن ماجه [٢٥٥٠].

٢٥٥١ - وعن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركع بذي الحليفة ركعتين، ثم إذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد ذي الحليفة أهل بهؤلاء الكلمات ويقول: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، لبيك والرغباء إليك والعمل)). متفق عليه. ولفظه لمسلم.

٢٥٥٢ - وعن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان إذا فرغ من تلبيته سأل الله رضوانه والجنة، واستعفاه برحمته من النار. رواه الشافعي.

ــ

((بالإهلال أو التلبية))

الحديث الرابع عن سهل رضي الله عنه: قوله: ((من عن يمينه)) ((تو)): لما أضاف التلبية إلي تلك الأعيان، والتلبية إنما توجد ممن يعقل، ذكرها بلفظ ((من)) دون ((ما)) ذهاباً بها من حيز المجاهدات إلي جملة ذويي العقول؛ ليكون أدل علي المعنى الذي أراده. قوله: ((تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا)) ((مظ)): يعني إلي منتهي الأرض من جانب الشرق، وإلي منتهي الغرب، أي يوافقه في التلبية كل شيء في الأرض كلها.

الحديث الخامس عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((وسعديك)) هو من الألفاظ المقرونة بلبيك، ومعناه: أي إسعاداً بعد إسعاد، والمعنى ساعدت علي طاعتك مساعدة بعد مساعدة، وهما منصوبان علي المصدر. قوله: ((والرغباء إليك)) ((مح)): قال القاضي عياض: قال المازري: يروى بفتح الراء والمد، وبضم الراء مع القصر، ونظيره العلي والعلياء، والنعمى والنعماء. وعن أبي علي: الفتح مع القصر مثل سكرى. ومعناه هنا الطلب والمسألة إلي من بيده الخير، وهو المقصود بالعمل المستحق للعبادة. أقول: يريد أن ((العمل)) عطف علي ((الرغباء))، وخبره محذوف يدل عليه المذكور، معناه العمل منتهي إليك، وأنت المقصود في العمل. وفيه معنى قوله تعالي: {إياك نعبد} كما أن ((الرغباء إليك)) معناه إياك نستعين.

الحديث السادس ظاهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>