للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يصبح ويغتسل ويصلي، فيدخل مكة نهاراً، وإذا نفر منها مر بذي طوى وبات بها حتى يصبح، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، متفق عليه.

٢٥٦٢ - وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلي مكة دخلها من أعلاها، وخرج من أسفلها متفق عليه.

٢٥٦٣ - وعن عروة بن الزبير، قال: قد حج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتني عائشة أن أول شيء بدأ به حين قدم مكة أنه توضأ، ثم طاف بالبيت، ثم لم تكن عمرة ثم حج أبو بكر، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة. ثم عمر. ثم عثمان مثل ذلك. متفق عليه.

ــ

الطاء وضمها وكسرها والفتح أفصح وأشهر، وهي موضع بقرب مكة، وتصرف، وفيه استحباب دخول مكة نهاراً ليرى البيت ويدعو، والاغتسال بذي طوى لدخولها، أو يقدر بقدرها من لم يكن في طريقها. قوله: ((فيدخل)) الرواية بالنصب، ((والفاء)) للتعقيب، ((وحتى)) بمعنى كي، أي بات بها ليجمع بين هذه الأشياء، وإنما أتى بحرف التعقيب ليؤذن بالترتيب في مدخوله. ويجوز فيه الرفع، ((والفاء)) للسببية، ((وحتى)) بمعنى إلي أن، وهذا الوجه وإن كان ظاهراً، ولكن الأول أدق معنىً لاستدعاء الحصر بـ ((ما)) و ((إلا)) تخصيص البيتوتة بذي طوى وأنه لم يكن إلا لتلك الأغراض. وفيه: أن الخصال الثلاث الأول كالمقدمات للأخيرة، ومستتبعات لها.

قوله: ((ويذكر)) عطف علي خبر ((كان))، أي كان يذكر، أي كان ابن عمر يجمع بين هذه الأفعال، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها.

الحديث الثاني عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((دخلها من أعلاها)) ((مح)): قيل: إنما فعل صلى الله عليه وسلم هذه المخالفة في طريقه داخلاً وخارجاً، للفأل بتغير الحال إلي أكمل منه، كما فعل في العيد، وليشهد له الطريقان، وليتبرك أهلها به. ويستحب عندنا دخول مكة من الثنية العليا، والخروج من السفلي، ولا فرق بين أن تكون هذه الثنية علي طريقه كالمدني، أو لا تكون كاليمني، [وهكذا] يستحب أن يخرج من بلده من طريق ويرجع من أخرى.

الحديث الثالث عن عروة رضي الله عنه: قوله: ((فأخبرتني)) الفاء فيه كالتفصيل للمجمل،

فأخبر عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حج، ثم فصله بإخبار عائشة رضي الله عنها، ونظيره قوله تعالي:

{إن فاءوا} بعد قوله تعالي: {للذين يؤلون من نسائهم} قوله: ((إنه توضأ)) ((مح)): فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>