٢٥٧٨ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر: ((والله ليبعثنه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به، يشهد علي من استلمه بحق)). رواه الترمذي، وابن ماجه والدارمي. [٢٥٧٨]
٢٥٧٩ - وعن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولو لم يطمس نورهما لأضاءا ما بين المشرق والمغرب)). رواه الترمذي [٢٥٧٩]
ــ
الحياة والنطق فيه بعد أن كان جماداً لا حياة فيه، بنشر الموتى وبعثها، وذلك لا امتناع فيه، فإن الأجسام متساوية في الجسمية، وقبول الأعراض التي منها الحياة والنطق، والله سبحانه قادر علي جميع الممكنات، لكن الأغلب علي الظن أن المراد منه تحقيق ثواب المستلم، وأن سعيه لا يضيع، وأن أجره لا يفوت عنه. ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه:((أذن وارفع صوتك؛ فإنه لا يسمع صوتك حجر ولا مدر إلا شهد ل كبه يوم القيامة)). والمراد من المستلم الحق، من استلم اقتفاء لأثره وامتثالاً لأمره.
أقول: يشهد للوجه الأول شهادة لا ترد تصدير الكلام بالقسم، وتأكيد الجواب بالنون، لئلا يظن خلاف الظاهر. و ((علي)) في ((يشهد علي من استلمه)) مثلها في قوله تعالي: {ويكون الرسول عليكم شهيداً} أي رقيباً حفيظاً عليكم، يزكيكم في شهادتكم علي الناس؛ فالمعنى يحفظ علي من استلم أحواله شاهداً ومزكياً له، ويجوز أن يتعلق بقوله:((يشهد)) أي يشهد بحق علي من استلمه بغير حق، كالكافر والمستهزئ، ويكون خصمه يوم القيامة، ويشهد بحق لمن استلمه بحق كالمؤمن المعظم حرمته.
الحديث السادس عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((ياقوتتان)) ((مظ)): لما كان الياقوت من أشرف الأحجار، ثم كان بعد ما بين ياقوت هذه الدار الفإنية وياقوت الجنة أكثر ما بين الياقوت وغيره من الأحجار، أعلمنا أنهما من ياقوت الجنة؛ لنعلم أن المناسبة الواقعة بينهما وبين الأجزاء الأرضية في الشرف والكرامة، والخاصية المجعولة بينهما، كما بين ياقوت الجنة وسائر الأحجار. وذلك مما لا يدرك بالقياس.
أقول: قد سبق مراراً أن هذا النوع من الكلام ليس بتشبيه، ولا استعارة، وإنما هو من وادي
قولهم: القلم أحد اللسإنين، فـ ((من)) في ((من ياقوت الجنة)) بيإنية، فإذن الياقوت نوعان: