٢٥٨٠ - وعن عبيد بن عمير: أن ابن عمر كان يزاحم علي الركنين زحاماً ما رأيت أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزاحم عليه. قال: إن أفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن مسحهما كفارة للخطايا)) وسمعته يقول: ((من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة)). وسمعته يقول:((لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة)). رواه الترمذي [٢٥٨٠].
٢٥٨١ - وعن عبد الله بن السائب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما بين الركنين: ((ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) رواه أبو داود. [٢٥٨١]
٢٥٨٢ - وعن صفية بنت شيبة، قالت: أخبرتني بنت أبي تجراة، قالت: دخلت مع نسوة من قريش دار آل أبي حسين، ننظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسعى بين الصفا والمروة، فرأيته يسعى وإن مئزره ليدور من شدة السعي وسمعته يقول:((اسعوا، فإن الله كتب عليكم السعي)). رواه في ((شرح السنة)) ورواه أحمد مع اختلاف.
ــ
متعارف وغير متعارف، وهذا من غير المتعارف، ولذلك أثبت له ما ليس للمتعارف، من إضاءة ما بين المشرق والمغرب. وبهذا ظهر أن قول من قال: إن الحجر الأسود ليس من الجنة ضعيف. قوله:((طمس الله نورهما)) ((مظ)): أي أذهب الله نورهما؛ ليكون إيمان الناس بكونهما حقاً ومعظماً عند الله إيماناً بالغيب، ولو لم يطمس نزرهما، لكان الإيمان بهما إيماناً بالشهادة، والإيمان الموجب للثواب هو الإيمان بالغيب.
الحديث السابع عن عبيد الله بن عمير. قوله:((يزاحم علي الركنين)) عدى بـ ((علي)) تضميناً لمعنى الغلبة، أي كان يغالب الناس علي الركنين زحاماً عظيماً. قوله:((إن أفعل فإني سمعت)) قال معتذراً، أي إنكاركم علي سبب إخباري إياكم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدل علي الإنكار قوله:((ما رأيت أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يزاحم عليه)). قوله:((فأحصاه)) أي من طاف بهذا البيت حق طوافه، بأن يوفي سننه، وآدابه، وواجباته، من الطهارة، وستر العورة، والصلاة، ويستمر عليه أسبوعاً، أي سبع مرات كان كذا.
الحديث الثامن والتاسع عن صفية: قوله: ((كتب عليكم السعي)) أي فرض عليكم السعى،