٢٥٨٣ - وعن قدامة بن عبد الله بن عمار، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة علي بعير، لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. رواه في ((شرح السنة)). [٢٥٨٣]
٢٥٨٤ - وعن يعلي بن أمية، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت مضطبعاً ببرد أخضر. رواه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه، والدارمي. [٢٥٨٤]
٢٥٨٥ - وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة، فرملوا بالبيت ثلاثاً، وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم، ثم قذفوها علي عواتقهم اليسرى. رواه أبو داود. [٢٥٨٥]
ــ
ومن لم يسع لم يصح حجه عند الشافعي ومالك وأحمد رضي الله عنهم، وقال أبو حنيفة رضي الله عنه: هو تطوع. الكشاف: اختلف في السعي، فمن قائل: هو تطوع بدليل رفح الجناح، ويروى ذلك عن أنس وابن عباس وابن الزبير، وعن أبي حنيفة أنه واجب، وليس بركن، وعلي تاركه دم، وعند مالك والشافعي هو ركن لهذا الحديث.
الحديث العاشر عن قدامة: قوله: ((لا ضرب)) أي لا ضرب هناك، ولا طرد، ولا قول ((إليك إليك))، كما هو من عادة الملوك والجبابرة، و ((إليك)) هنا من أسماء الأفعال، معناه تنح عني.
أقول: في هذا الكلام رائحة تعريض بمن كان يفعل بين يديه هذه الأفعال، وإلا كان الراوي مستغنياً عن هذا الإخبار، لأنه كان من المعلوم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان مبرأ من هذا.
الحديث الحادي عشر والثاني عشر عن يعلي: قوله: ((مضطبعاً)) ((نه)): الضبع بسكون الباء وسط العضد، وقيل: هو ما تحت الإبط، والاضطباع أن يأخذ الإزار أو البرد، فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن، ويلقي طرفيه علي كتفه الأيسر من جهتي صدره وظهره، وسمي بذلك، لإبداء الضبعين ويقال: للإبط الضبع للمجاورة. قيل: إنما فعل ذلك إظهاراً للتشجيع كالرمل في الطواف.