٢٥٩٩ - وروى مالك عن طلحة بن عبيد الله إلي قوله:((لا شريك له)).
٢٦٠٠ - وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((ما رئي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة؛ وما ذاك إلا لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رئي يوم بدر)) فقيل: ما رئي يوم بدر؟ قال:((فإنه قد رأي جبريل يزع الملائكة)) رواه مالك مرسلاً وفي ((شرح السنة)) بلفظ ((المصابيح)). [٢٦٠٠]
٢٦٠١ - وعن جابر [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان
يوم عرفة، إن الله ينزل إلي السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: انظروا إلي
عبادي، أتوني شعثاً غبراً ضاجين من كل فج عميق، أشهدكم إني قد غفرت لهم،
ــ
بين الوجهين أن الذاكر في الأول وإن لم يصرح بالطلبة فهو طالب بما هو أبلغ من التصريح بخلاف الثاني، قال:
وكلت إلي المحبوب أمري كله ... فإن شاء أحيإني وإن شاء أتلفا
وأن تكون بمعنى ((في)) فعلي هذا يعم الدعاء بأي شيء دعا، فيكون قوله:((خير ما قلت)) عطفاً علي قوله: ((خير الدعاء)) لا علي البيان، بلي يجري علي المغايرة، والعموم في القول، فيتناول الذكر والدعاء.
الحديث الخامس عن طلحة رضي الله عنه: قوله: ((ولا أدحر)) ((فا)): الدحر الدفع بعنف علي سبيل الإهانة والإذلال. ((يزع الملائكة)) أي يتقدمهم فيكف ريعانهم من قوله تعالي: {فهم يوزعون}((نه)): أي يرتبهم ويسويهم، ويصفهم للحرب، فكأنه يكفهم عن الانتشار. وأفعل التفضيل في ((أدحر)) كما في أشهر وأجن من شهر وجن. قوله:((هو فيه أصغر)) الجملة صفة ((يوما)) و ((منه)) متعلق بأفعل، والضمير للشيطان، أي الشيطان في يوم عرفة أبعد من مراده من نفسه في سائر الأيام. وقوله:((إلا ما رئي يوم بدر)) مستثنى من هذه الجملة. وقوله:((إلا لما يرى)) مستثنى من قوله: ((وما ذاك)) وهذه الجملة معترضة بين المستثنى والمستثنى منه، مؤكدة لمضمون الجملة، وليست مختصة بالسابقة. و ((كريز)) بفتح وكسر الراء.
الحديث السادس عن جابر: قوله: ((بهم)) إما ضمير مبهم فسر بما بعده من قوله: ((عبادي)) أو راجع إلي المفهوم من قوله: ((إذا كان يوم عرفة)) لما يعرف منه اجتماع العباد فيها. قوله:((ضاجين)) أي رافعين أصواتهم بالتلبية. قوله:((يرهق) ٩ ((تو)): أي يتهم بسوء، والهاء مشددة،