للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

((لعلي لا أراكم بعد عامي هذا)). لم أجد هذا الحديث في الصحيحين إلا في ((جامع الترمذي)) مع تقديم وتأخير. [٢٦١١]

الفصل الثاني

٢٦١٢ - وعن محمد بن قيس بن مخرمة، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن أهل الجاهلية كانوا يدفعون من عرفة حين تكون الشمس كأنها عمائم الرجال في وجوههم قبل أن تغرب، ومن المزدلفة بعد أن تطلع الشمس حين تكون كأنها عمائم الرجال في وجوههم. وإنا لا ندفع من عرفة حتى تغرب الشمس، وندفع من المزدلفة قبل أن تطلع الشمس، هدينا مخالف لهدي عبدة الأوثان والشرك)). [رواه البيهقي في شعب الإيمان وقال فيه: خطبنا وساقه بنحوه]. [٢٦١٢]

٢٦١٣ - وعن ابن عباس، قال: قدمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أغيلمة بني عبد المطلب علي حمرات فجعل يلطح أفخاذنا ويقول: ((أبيني! لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس)). رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. [٢٦١٣]

ــ

توديعه وإعلامهم بقرب وفاته صلى الله عليه وسلم، وحثهم علي الاعتناء بالأخذ عنه، وانتهاز الفرصة من ملازمته، وتعلم أمور الدين، ولهذا سميت حجة الوداع.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن محمد بن قيس: قوله: ((كأنها عمائم الرجال)) (٠قض)) شبه ما يقع من الضوء علي الوجه طرفي النهار حينما دنت الشمس من الأفق بالعمامة، لأنه يلمع في وجهه لمعان بياض العمامة، والناظر إذا نظر إليه يجد الضوء في وجهه كنور العمامة فوق الجبين، والمعنى: إنا نخالف الجاهليين بتأخير الدفع من عرفة، وتقديمه من مزدلفة، لأن هدينا أي طريقتنا مخالف لطريقتهم، فأخرج العلة مخرج الاستئناف للمبالغة، ووضع المظهر موضوع المضمر للدلالة علي ما هو المقتضى للمخالفة، والداعي إليها – انتهي كلامه-. والإضافة في ((عمائم الرجال)) لمزيد التوضيح، وكذا قوله: ((قبل أن تغرب)) في المرة الثانية زيادة للبيان، والمعنى بوضع المظهر موضوع المضمر قوله: ((عبدة الأوثان)) مقام هديهم، لما يبق من قوله: ((إن أهل الجاهلية)).

<<  <  ج: ص:  >  >>