٢٦١٩ - وعنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة بمثل حصى الخذف. رواه مسلم.
٢٦٢٠ - وعنه، قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحىً، وأما بعد ذلك فإذا زالت الشمس. متفق عليه.
٢٦٢١ - وعن عبد الله بن مسعود: أنه انتهي إلي الجمرة الكبرى، فجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ورمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ثم قال: هكذا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة. متفق عليه.
٢٦٢٢ - وعن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الاستجمار تو، ورمي الجمار تو، والسعي بين الصفا والمروة تو، والطواف تو، وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو)). رواه مسلم.
ــ
أقول: أدخل اللام علي أمر المخاطب كما في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فبذلك فلتفرحوا} – الكشاف-: ((فلتفرحوا)) بالتاء هو الأصل والقياس. وقال: إنما آثر القراءة بالأصل؛ لأنه أدل علي الأمر بالفرح، وأشد تصريحاً به إيذاناً بأن الفرح بفضل الله وبرحمته بليغ التوصية به، وإلي هذا المعنى أشار الشيخ محي الدين بقوله:((فخذوا عني واقبلوها، واحفظوها واعملوا بها، وعلموها الناس)). قال ابن جني: أصل الأمر أن يكون بحرفه، وهو اللام، فأصل ((اضرب)) لتضرب، كما هو الغالب، لكن لما كثر أمر الحاضر حذفوه تخفيفاً، والذي حسن التاء هاهنا علي الأصل، أنه أمر للحاضرين بالفرح، لأن النفس تقبل الفرح، فذهب به إلي قوة الخطاب، ولا تقل قياساً علي ذلك ((فبذلك فلتحزنوا))؛ لأن الحزن لا تقبله النفس إلا أن براد بها التهكم والصغار. ويجوز أن تكون اللام للتعليل والمعلل محذوف، و ((لعلي)) مستأنف، أي لا أدري ما يفعل بي، أي أظن إني لا أحج، ويحتمل أن يكون للتحقيق، كما يقع في كلام الله تعالي كثيراً.
الحديث الثاني إلي الرابع عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قوله: ((سورة البقرة)) ((حس)): إنما ذكر سورة البقرة؛ لأن معظم المناسك مذكور فيها. أقول: عدوله من التسمية، والوصف برسول الله ونحوه إلي الموصول وصلته، لزيادة التقرير، والاعتناء بشأن الفعل، كما في قوله تعالي:{وراودته التي هو في بيتها}.