بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم. فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا، يضرب بعضكم رقاب بعض، ألاهل بلغت؟)) قالوا: نعم.
قال:((اللهم اشهد؛ فليبلع الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامح)) متفق عليه.
٢٦٦٠ - وعن وبرة، قال: سألت ابن عمر: متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك فارمه، فأعدت عليه المسألة. فقال: كنا نتحين، فإذا زالت الشمس رمينا.
رواه البخاري.
٢٦٦١ - وعن سالم، عن ابن عمر: أنه كان يرمي جمرة الدنيا بسبع حصيات،
ــ
لم يدنس من اللوم عرضه*. وفي قول أبي ضمضم: اللهم إني تصدقت بعرضي علي عبادك، ما يرجع عليه عيبه. والتحقيق ما ذكره صاحب النهاية: العرض موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو في سلفه، ولما كان موضع العرض النفس قال من قال: العرض النفس إطلاقاً للمحل علي الحال، وحين كان المدح نسبة الشخص إلي الأخلاق الحميدة، والذم نسبته إلي الذميمة، سواء كانت فيه أو لا، قال من قال: العرض الخلق؛ إطلاقاً لاسم اللازم علي الملزوم.
قوله:((ضلالا)) ((حس)): ويروى ((كفاراً)) أي لا تكن أفعالكم شبيهة أعمال الكفار في ضرب رقاب المسلمين. ((مظ)): يعني إذا فارقت الدنيا، فاثبتوا بعدي علي ما أنتم عليه من الإيمان والتقوى، ولا تظلموا أحداً، ولا تحاربوا المسلمين، ولا تأخذوا أموالهم بالباطل؛ فإن هذه الأفعال من الضلالة والعدول من الحق إلي الباطل. قال النمالكى:((رجع)) هنا استعمل كصار معنى وعملا، أي لا تصيروا بعدي كفارا ومنه قول الشاعر:
قد يرجع المرء بعد المقت ذا مقة بالحلم فادرأ به بغضا ذا ** إحن
ويجوز في ((يضرب)) الرفع والجزم. أقول: علي الرفع جملة مستأنفة مبينة لقوله: ((فلا ترجعوا بعدي ضلالا)) فينبغي أن يحمل علي العموم، وأن يقال: لا يظلم بعضكم بعضا ً فلا تسفكوا دماءكم ولا تهتكوا أعراضكم ولا تستبيحوا أموالكم، ونحوه – أي في إطلاق الخاص وإرادة العموم – قوله تعالي:} الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما {.
الحديث الثاني عن وبرة: قوله: ((إذا رمى إمامك)) أي اقتد في الرمي بمن هو أعلم منك بوقت الرمي. و ((نتحين)) أي نطلب الوقت، أي ننتظر دخول وقت الرمي.