٢٦٦٣ - وعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء إلي السقاية فاستسقى. فقال العباس: يافضل! اذهب إلي أمك فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها. فقال:((اسقني)) فقال يارسول الله! إنهم يجعلون أيديهم فيه. قال:((اسقني)). فشرب منه، ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها. فقال:((اعملوا فإنكم علي عمل صالح)).
ثم قال ((لولا أن تغلبوا؛ لنزلت حتى أضح الحبل علي هذه)). وأشار إلي عاتقه. رواه البخاري.
٢٦٦٤ - وعن أنس [رضي الله عنه] أن النبي صلى الله عليه وسلم صلي الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ثم رقد رقدة بالمحصب، ثم ركب إلي البيت، فطاف به. رواه البخاري.
٢٦٦٥ - وعن عبد العزيز بن ريع، قال: سألت أنس بن مالك. قلت: أخبرني بشيء عقلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين صلي الظهر يوم التروية؟ قال: بمنى. قلت: فأين
ــ
الحديث الخامس عن ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: ((يسقون ويعملون)) أي يسعون ويكدحون فيه. قوله:((لولا أن تغلبوا)) ((تو)): أعلمهم أن الذي يكدحون فيه بمكان من العمل الصالح، يحب نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يشاركهم فيه، غير أنه لا يأمن عليهم إن فعل ذلك غائلة الولاة، وتنافسهم وتنازعهم فيه حرصا علي حيازة هذه المأثرة، فيغلبوا عليها وينتزعوا [عنهم].
الحديث السادس عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((بالمحصب)) بفتح الصاد والتشديد، وقد تنازع فيه الفعلان، أي ((صل)) و ((رقد)). والمحصب في الأصل كل موضع كثر حصباؤه، والمراد به الشعب الذي أحد طرفه منى ويتصل الآخر بالأبطح. قيل: فعبر به عن المحصب المعروف إطلاقا لاسم المجاور علي المجاور. ((حس)): التحصيب هو أنه إذا نفر من منى إلي مكة للتوديع بعد الفراغ من الرمي، أن يقيم بالشعب الذي يخرج به إلي الأبطح حتى يرقد ساعة من الليل ثم دخل مكة. وكان ابن عمر يراه سنة/ وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ينزلون بالأبطح. وقال ابن عباس: التحصيب ليس بشيء، وإنما هو منزل نزله النبي صلى الله عليه وسلم. قوله:((ليس بشيء)) يريد به ليس بنسك من مناسك الحج؛ إنما نزله للاستراحة.
الحديث السابع عن عبد العزيز: قوله: ((عقلته)) أي علمته وحفظته. قوله ((افعل كما يفعل أمراؤك)) يريد إنما ذكرته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بنسك من المناسك وجب عليك فعله؛ فافعل ما يفعله أمراؤك.