للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني

٢٧٢٣ - عن يعلي بن أمية، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه)) رواه أبو داود. [٢٧٢٣]

٢٧٢٤ - وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: ((ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك)). رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب إسناداً. [٢٧٢٤]

ــ

قوله: ((أسود أفحج)) ((نه)) الفحج تباعد ما بين الفخذين، وهو بتقديم الحاء علي الجيم، وفي إعرابه وجوه. ((تو)): حالان عن خبر ((كأن)) وإن لم يكن بفعل فإنه مشبه به، وإذا قيد منصوبة أو مرفوعة بالحال، كان تقييدا باعتبار معناه الذي أشبه الفعل أقول: وفيه نظر؛ لأنهما إذا كان حالين من خبر كأن وذو الحال إما المستقر المرفوع أو المجرور، ولا يجوز الأول لأن المعنى يأباه كل الإباء؛ فتعين الثاني، فالعامل هو متعلق الخبر.

((مظ)): هما بدلان من الضمير المجرور، وفتحا؛ لأنهما غير منصرفين، وعلي التقديرين يلزم إضمار قبل الذكر، اللهم إلا أن يقال: إن الضمير المجرور راجع إلي المذكور في حديث أبي هريرة. والأولي أن يقال: إنه ضمير مبهم يفسره ما بعده كقولك: ربه رجل. وقوله تعالي: {فقضاهن سبع سموات} - الكشاف-: يجوز أن يكون ضميرا مبهما مفسرا بـ ((سبع سموات))، ونصبه علي التمييز. و ((حجرا حجرا)) حال، كقولهم: بوبته بابا بابا.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن يعلي: قوله: ((احتكار الطعام)) هو اشتراء القوت في حالة الغلاء؛ ليبيع إذا اشتد غلاؤه، فهو في سائر البلاد حرام، وفي مكة أشد تحريماً. و ((الإلحاد)) الميل عن الحق إلي الباطل. قال الله تعالي: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم}. وإنما سماه ظلما؛ لأنه واد غير ذي زرع؛ فالواجب علي الناس أن يجلبوا إليها الأرزاق؛ لتتسع عليهم، كما قال الله تعالي: {وارزقهم من الثمرات}، فمن اجتهد في تضييقهم بالاحتكار فقد ظلمهم، ووضع الشيء في غير موضعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>