٢٧٢٠ - وعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((] غزوا جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وأخرهم)). قلت: يا رسول الله! وكيف يخسف بأولهم وأخرهم، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال:((يخسف بأولهم وأخرهم، ثم يبعثون علي نياتهم)) متفق عليه.
٢٧٢١ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة)) متفق عليه.
٢٧٢٢ - وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((كإني به أسود أفحج يقلعها حجراً حجراً)) رواه البخاري.
ــ
بغير إحرام إذا لم يرد نسكا، سواء كان دخوله لحاجة تتكرر كالحطاب والسقاء والصياد وغيرهم، أم لا كالتاجر والزائر وغيرهما. وهذا أصح القولين للشافعي. وفيه جواز لباس الثياب السود في الخطبة، وإن كان البيض أفضل.
الحديث الخامس عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((فإذا كانوا ببيداء)) ((نه)): البيداء المفازة التي لا شيء فيها، وهي في هذا الحديث اسم موضع مخصوص بين مكة والمدينة. قوله:((أسواقهم)) ((نه)): السوقة من الناس الرعية، ومن دون الملك، وكثير من الناس يظنون أن السوقة أهل الأسواق. ((مظ)): الأسواق إن كان جمع سوق فتقديره: فيهم أهل أسواقهم، وإن كان جمع سوقه فلا حاجة إلي التقدير. ((ومن ليس منهم)) أي من ليس ممن يقصد تخريب الكعبة، بل هم الضعفاء والأسارى. أقول: فالعطف في ((ومن ليس منهم)) للتفسير والبيان. قوله:((ثم يبعثون علي نياتهم)) أي يخسف الكل بشؤم الأشرار، ثم إنه تعالي يعامل مع كل منهم في المحشر بحسب نيته وقصده، إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
الحديث السادس والسابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((ذو السويقتين)) ((نه)): السويقة تصغير الساق، وهي مؤنثة؛ فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنما صغر الساقين؛ لأن الغالب علي سوق الحبشة الدقة [والحموشة]، أي يخربها رجل من الحبشة له ساقان دقيقتان. أقول: لعل السر في التصغير أن مثل هذه الكعبة المعظمة المحرمة، يهتك حرمتها مثل هذا الحقير الدميم الضعيف الخلقة. ينصر هذا التأويل الحديث الذي يتلوه ((كإني به أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا))؛ لأنه استحضار لتلك الحالة العجيبة الغريبة في الذهن تعجباً وتعجيبا للغير، نحوه قوله تعالي:{ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم} في وجه.