٢٧٤٥ - وعنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم طلع له أحدٌ، فقال:((هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم ما بين لا بتيها)) متفق عليه.
٢٧٤٦ - وعن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحد جبلٌ يحبنا ونحبه)) رواه البخاري.
الفصل الثاني
٢٧٤٧ - عن سليمان بن أبي عبد الله، قال: رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلًا يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلبه ثيابه، فجاء مواليه،
ــ
الحديث السابع عشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((حركها)) خص الحركة بالدابة نحو الفرس والبغل والحمار، والوضع بالراحلة أي البعير؛ لأن الوضع مختص به. ((نه)): يقال: وضع البعير يضع وضعًا وأوضعه راكبه إيضاعًا، إذا حمله علي سرعة السير. أقول: قوله: ((من حبها)) تنازع فيه ((أوضع)) و ((حرك)) وأنشد في معناه:
إذا دنت المنازل زاد شوقي ولا سيما إذا بدت الخيام
فلمح العين دون الحي شهر ورجع الطرف دون السير عام
الحديث الثامن عشر والتاسع عشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((هذا جبل يحبنا ونحبه)) ((نه)): هذا محمول علي المجاز، أراد أنه جبل يحبنا أهله ونحب أهله وهم الأنصار، ويجوز أن يكون من باب المجاز الصريح، أي إننا نحب الجبل بأهله؛ لأنه في أرض من نحب. ((مظ)): أراد به المدينة وسكانها، كما قال تعالي:{وسئل القرية} أي أهلها. ((حس)): الأولي إجراؤه علي ظاهره، ولا ننكر وصف الجمادات بحب الأنبياء والأولياء وأهل الطاعة، كما حنت الإسطوانة علي مفارقته، حتى سمع القوم حنينها إلي أن سكنها النبي صلى الله عليه وسلم، وكما أخبر صلى الله عليه وسلم أن حجرًا كان يسلم عليه قبل الوحي، فلا ينكر أن يكون جبل أحد وجميع أجزاء المدينة كانت تحبه، وتحن إلي لقائه حال مفارقته. أقول: هذا هو المختار الذي لا محيد عنه؛ وإن كان ما قاله الشيخ التوربشتى، ولعله أراد بالجبل أرض المدينة كلها؛ وإنما خص الجبل بالذكر؛ لأنه أول ما يبدو من أعلامها؛ له وجه مناسبة بالحال؛ لقوله في الحايث أولًا:((طلع له أحد)) وثإنيا: ((اللهم إن إبراهيم حرم مكة)) إلي آخره. وإلي المعنى الأول تلميح قول بلال: وهل يبدون لي شامة وطفيل؟ وليس المتمني ظهور هذين الجبلين، بل لأنهما من أعلام مكة.
الفصل الثاني
الحايث الأول عن سليمان: قوله: ((ثيابه)) بدل اشتمال من الضمير في ((سلبه)) وتكريره