للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٩١ - وفي رواية لمسلم نحوه عن عقبة بن عامرٍ وأبي مسعودٍ الأنصاري ((فقال الله: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي)).

٢٧٩٣ - وعن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق)) رواه مسلم.

٢٧٩٤ - وعن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة)) متفق عليه.

ــ

ذلك: ((أبايع الناس في الدنيا)). وقوله: ((فأدخله الله الجنة)) والفاء في ((فقيل)) عاطفة علي مقدر، أي أتاه الملك ليقبض فقبضه فبعثه الله تعالي، فقال له فأجابه، فأدخله الله الجنة. وعلي التقدير الأول فقبض وأدخل القبر، فتنازع ملائكة الرحمة والعذاب فيه، فقيل له ذلك، وينصر هذا الوجه الرواية الأخرى ((تجاوزوا عن عبدي)). قوله: ((وأجازيهم)) الجوهري: جزي عني هذا الأمر أي قضى، وتجازيت ديني علي فلان إذا تقاضيته، والمتجازي المتقاضي. ((مح)): فيه فضل إنظار المعسر والوضع عنه قليلاً أو كثيراً، وفضل المسامحة في الاقتضاء من الموسر، وفيه عدم احتقار أفعال الخير، فلعله يكون سبباً للسعادة والرحمة.

الحديث الثالث عن أبي قتادة رضي الله عنه: قوله: ((إياكم وكثرة الحلف)) ((إياكم)) منصوب علي التحذير أي اتقوا أنفسكم عن إكثار الحلف، وإيثار الحلف عن أنفسكم، كرره للتأكيد والتنفير، والنهي عن كثرة الحلف فيه لا يقتضي جواز قلتها؛ لأن النهي وارد علي أهل السوق، وعادتهم كثرة الحلف، كقوله تعالي: {لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة}.

و ((ثم)) في ((يمحق)) يجوز أن تكون للتراخي في الزمان، يعني وأن أنفق اليمين السلعة حالاً فإنه يذهب بالبركة مآلا، كقول ابن مسعود: الربا وإن كثر إلي قل، وأن تكون للتراخي في الرتبة، يعني أن محقه البركة حينئذ أبلغ من الإنفاق، والمراد من محق البركة عدم انتفاعه به ديناً ودنيا.

الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((منفقة للسلعة ممحقة)) ((مح)): بفتح أولهما وثالثهما، وتسكين ثإنيهما. ((نه)): ((منفقة للسلعة)) أي مظنة لنفاقها وموضع له، والمحق النقص والمحو والإبطال، ((وممحقة)) مفعلة منه أي مظنة له أو مجزاة به.

<<  <  ج: ص:  >  >>