٢٨٩٥ - عن عمر بن الخطاب [رضي الله عنه]، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من احتكر علي المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس)). رواه ابن ماجه، والبيهقي في ((شعب الإيمان))، ورزين
في ((كتابه)). [٢٨٩٥]
٢٨٩٦ - وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من احتكر طعاما أربعين يوما يريد به الغلاء، فقد برئ من الله، وبرئ الله منه)). رواه رزين. [٢٨٩٦]
ــ
للمأخوذ، في قولهم: عند فلان مظلمتي وظلامتي أي حقي الذي أخذ مني ظلما- انتهي كلامه. عطف قوله:((ولا مال)) وجيء بـ ((لا)) النافية للتوكيد من غير تكرير؛ لأن المعطوف عليه في سياق النفي، المراد بالمال هذا التسعير؛ لأنه غير مأخوذ من المظلوم، وهو كأرش جنابة، وإنما أتى بمظلمة توطئة له.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عمر رضي الله عنه: قوله: ((طعامهم)) أضاف إليهم، وإن كان ملكا للمحتكر؛ إيذانا بأنه قوتهم وما به معاشهم، وبقوله:{ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} أضاف الأموال إليهم؛ لأنها من جنس ما يقيم به الناس معايشهم، وقوله:((ضربه الله)) أي ألصقه الله وألزمه بعذاب الجذام وهو تشقق الجلد وتقطع اللحم وتساقطه، والفعل منه جذم، وفيه أن من أراد أدنى مضرة للمسلمين ابتلاه الله في ماله ونفسه، ومن أراد نفعهم أصابه الله في ماله ونفسه بركة وخيراً.
الحديث الثاني عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((أربعين يوما)) لم يرد بـ ((أربعين)) التوقيت والتحديد، بل بأن يجعل الاحتكار حرفته، يريد به نفع نفسه وضر غيره، وهو المراد بقوله:((يريد به الغلاء)) لأن أقل ما يتمرن المرء في حرفة هذه المدة. وقوله:((فقد برئ من الله)) أي نقض ميثاق الله وعهده، وإنما قدم براءته علي براءة الله تعالي؛ لأن إبقاء عهده مقدم علي إبقاء الله تعالي عهده، كقوله تعالي:{أوفوا بعهدي أوف بعهدكم} وهذا تشديد عظيم في الاحتكار.