لم يكن ليصيبك. ولو مت على غير هذا لدخلت النار. قال: ثم أتيت عبد الله بن مسعود، فقال مثل ذلك. قال: ثم أتيت حذيفة بن اليمان، فقال مثل ذلك. ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه [١١٥].
١١٦ - وعن نافع، أن رجلاً أتى ابن عمر فقال: إن فلاناً يقرأ عليك السلام. فقال: إنه بلغني أنه قد أحدث، فإن كان قد أحدث فلا تقرئه مني السلام؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((يكون في أمتي – أو في هذه الأمة – خسف، أو مسخ، أو قذف في أهل القدر)). رواه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب [١١٦].
ــ
قوله:((ما أخطأك)) ((غب)): الخطأ العدول عن الجهة، ومن أراد شيئاً واتفق غيره، يقال: أخطأ، وإن وقع منه كما أراده، يقال: أصاب. واستعماله في الحديث مجاز، وفي سؤاله عن الصحابة واحداً بعد واحد، واتفاقهم في الجواب من غير تغيير، ثم انتهاء السؤال إلى حضرة الرسالة – حفت بالصلوات التامات – دليل على الإجماع المستند إلى النص الجلي. انظر إلى هذه التشديدات والمبالغات، ثم احكم على من خالفها بالمكابرة والعناد. ثم في قوله:((وتعلم أن ما أصابك)) على الخطاب العام حث على التوكل، والتسليم، والرضي، ونفى الحول والقوة إلا بالله، وبعث على التصليب في دين الله مع [الأعداء]، والمضي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من غير مبالاة بأحد، ولزوم القناعة والصبر على المصيبات من الأهل والمال والولد، وعلى المرابطة للنفس الأمارة بالسوء في طريق السلوك، والعروج إلى معارج القدس – رزقنا الله، ووفقنا لإدراكه.
الحديث الرافع عن نافع: قوله: ((إنه)) الضمير المنصوب فيه للشأن، والجملة بعده مفسرة له، وهو الخبر. قوله:((أحدث)) أي أحدث في الدين ما ليس منه، من التكذيب بالقدر. قوله:((فلا تقرئه مني السلام)) كناية عن عدم قبول إسلامه.
قوله:((والقذف)) الرمي بالحجارة، يريد عذاب الرمي، كقوله تعالى:{وأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً}[من السماء] والعطف بـ ((أو)) إما لشك الرواي، أو لتنويع العذاب. قوله:((في أهل القدر)) بدل للبعض من قوله: ((في أمتي)) بإعادة العامل.