للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: ((لا بأس، شربت عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت؛ لا تخبري بذلك أحداً)) – يبتغي مرضاة أزواجه، فنزلت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} الآية متفق عليه.

الفصل الثاني

٣٢٧٩ - عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً في غير ما بأس؛ فحرام عليها رائحة الجنة)). رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود، وابن ماجه، والدارمي. [٣٢٧٩]

٣٢٨٠ - وعن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أبغض الحلال إلي الله الطلاق)). رواه أبو داود. [٣٢٨٠]

ــ

الميم، وقيل: جمع مغفر، وهو ثمر العضاة كالعرفط والعنبر، إلا أن الذي في هذا الحديث هو ما يجتني من العرفط؛ لما في الحديث [((جرست نحله العرفط))] وما ينضحه العرفط حلو، وله رائحة كريهة. أقول: قوله: ((وقد حلفت)) حال من ضمير ((فلن أعود)) والجملة جواب قسم محذوف، والحال دال عليه. وقوله: بيتغى مرضاة أزواجه حال من فاعل قوله: ((لا بأس)) أي قال ذلك القول مبتغياً.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن ثوبان: قوله: ((في غير ما بأس)) ((قض)): البأس الشدة و ((ما)) مزيدة، أي في غير حال شدة تدعوها وتلجئها إلي المفارقة. وقوله: ((فحرام عليها)) أي فممنوع عنها لا تجد رائحة الجنة أول ما يجدها المحسنون، لا أنها لا تجد أصلا. وهذا من المبالغة في التهديد. ونظير هذا كثير.

الحديث الثاني عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((أبغض الحلال)) فيه أن أبغض الحلال مشروع وهو عند الله مبغوض، كأداء الصلاة في البيوت لا لعذر، والصلاة في الأرض المغصوبة، وكالبيع في وقت النداء يوم الجمعة. ولأن أحب الأشياء عند الشيطان التفريق بين الزوجين كما مر، فينبغي أن يكون أبغض الأشياء عند الله تعالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>