٣٣٢٠ - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قام رجل، فقال: يا رسول الله! إن فلانا ابني؛ هاهرت بأمه في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش، وللعاهر الحجر)). رواه أبو داود.
٣٣٢١ - وعنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أربع من النساء لا ملاعنة بينهن: النصرإنية تحت المسلم، واليهودية تحت المسلم، والحرة تحت المملوك، والمملوكة تحت الحر)) رواه ابن ماجة. [٣٣٢١]
٣٣٢٢ - وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا حين أمر المتلاعنين أن يتلاعنا أن يضع يده عن الخامسة علي فيه، وقال:((إنها موجبة)). رواه النسائي. [٣٣٢٢]
٣٣٢٣ - وعن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه، فجاء، فرأي ما أصنع. فقال:((مالك يا عائشة! أغرت؟)) فقلت: وما لي لا يغار مثلي علي مثلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لقد جاءك شيطانك)) قالت: يا رسول الله! أمعي شيطان؟ قال:((نعم)). قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال:((نعم! ولكن أعانني الله عليه حتى أسلم)). رواه مسلم.
ــ
الفصل الثالث
الحديث الأول عن عمرو: قوله: ((ابني)) خبر ((إن)). قوله:((عاهرت)) مستأنف بيان لإثبات الدعوة؛ ولذلك رده صلى الله عليه وسلم بقوله:((لا دعوة في الإسلام)).
الحديث الثاني عن عمرو: قوله ((بينهن)) وبين أزواجهن، ولا بد من هذا التقدير؛ لأن قوله:((النصرإنية)) إلي آخره تفصيل له.
الحديث الثالث والرابع عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((لا يغار)) حال من المجرور و ((مثلي)) وضع موضع الضمير الراجع إلي ذي الحال، وهو من قولهم: مثلك يجود أي أنت تجود، يعني كيف لا يغار من هو علي صفتي من المحبة ولها ضرائر علي من هو علي صفتك من النبوة والمنزلة من الله تعالي، وقد خرج في مثل هذا الوقت من عندها؟ وفي قوله:((لقد جاءت شيطانك)) إشارة إلي ما مر في حديث جابر بن عتيك من قوله: ((أما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة)) يعني كيف تغيرين علي؟ ترين إني أحيف عليك؟ أي ليس هذا بموضع ريبة، وبقية الحديث مضى شرحه في باب الوسوسة.