للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣٥٢ - وعن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من ضرب غلاما له حدا لم يأته، أو لطمه؛ فإن كغارته أن يعتقه)) رواه مسلم.

٣٣٥٣ - وعن أبي مسعود الأنصاري، قال: كنت أضرب غلاما لي، فسمعت من خلفي صوتا: ((اعلم أبا مسعود! لله أقدر عليك منك عليه)) فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! هو حر لوجه الله. فقال: ((أما لو لم تفعل للفحتك النار – أو لمستك النار -)) رواه مسلم.

ــ

مشكل؛ لأن قوله: ((وهو بريء)) يأباه، اللهم إلا أن يأول قوله: ((برىء)) أي يعتقد أو يظن براءته ويكون العبد كما في قذفه لا ما اعتقده، فحينئذ لا يجلد لكونه صادقا فيه. وفيه أن مرجع الصدق والكذب إلي مطابقة الواقع لا اعتقاد المخبر. ولو رجع إلي اعتقاد المخبر لترتب عليه الجلد. ((مح)): فيه إشارة إلي أنه لا حد علي قاذف العبد في الدنيا، وهذا مجمع عليه، لكن يعزر قاذفه؛ لأن العبد ليس بمحصن، سواء فيه من هو كامل الرق أو شائبة الحرية، كالمدبر والمكاتب وأم الولد

الحديث الحادي عشر والثاني عشر عن أبي مسعود الأنصاري: قوله: ((لم يأته)) صفة ((حدا)) والضمير المنصوب راجع إليه أي لم يأت بموجبه، فحذف المضاف وهو تقييد لما أطلق في الحديث الآتي لأبي مسعود. قوله: ((لله أقدر)) علق عمل ((اعلم)) باللام الابتدائية، و ((اله)) مبتدأ و ((أقدر)) خبره و ((عليك)) صلة ((أقدر)) و ((منك)) أي من قدرتك، كما ذهب إليه المظهر؛ لأن المعنى يأباه، بل هو حال من الكاف، أي أقدر منك حال كزنك قادرا عليه، أو متعلق بمحذوف علي سبيل البيان، كأنه لما قيل: ((الله أقدر عليك منك)). قيل: قدرتك علي من؟ قيل: عليه. كما في قوله تعالي: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} الكاشف ((معه)) لا يخلو إما أن يتعلق ب ((بلغ)) أو ب ((السعي)) أو بمحذوف، ولا يصح تعلقه ب ((بلغ)) لاقتضائه بلوغها معا حد السعي لأن صلة المصدر لا تتقدم عليه، فبقي أن يكون بيانا كأنه لما قال: فلما بلغ معه الحد الذي قدر فيه علي السعي قيل: مع من؟ قال: مع أبيه. وهذا أسلوب غريب يقرب في التفضيل من قولهم: العسل أحلي من الخل. ((مح)): فيه الحث علي الرفق بالمماليك وحسن صحبتهم. وأجمع المسلمون علي أن عتقه بهذا ليس واجبا وإنما هو مندوب، رجاء كفارة ذنبه وإزالة إثم ظلمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>