للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣٥٦ - وعن أم سلمه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في مرضه: ((الصلاة وما ملكت أيمانكم)) رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)). [٣٣٥٦]

٣٣٥٧ - وروى أحمد، وأبو داود عن علي نحوه. [٣٣٥٧]

ــ

مخافة أن يبلغ الصبي فينتزع ماله من يده. ((ولا متأثل)) أي جامع مالا من اليتيم، مثل أن يتخذ من ماله رأس المال من قوله تعالي: {ولا تَأْكُلُوهَا إسْرَافًا وبِدَارًا}.

فإن قلت: أين الموافقة، فإن قوله: ((ولا متأثل)) ليس في التنزيل؟ قلت: لعله كالتفسير لقوله: ((ولا مبادر)) أي يبادر في تصرف مال اليتيم ويجعله رأس المال؛ ليربح به مخافة أن يبلغ فينتزع ماله من يده، فإذا بلغ أعطاه رأس ماله، واخذ الربح لنفسه. وقوله: ((ليس لي شيء)) صفة مؤكدة ل ((فقير)) علي تفسير الشافعي للفقير، ومميزة علي تفسير أبي حنيفة له.

الحديث الثالث عن أم سلمه: قوله: {ومَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ((نه)): يريد الإحسان إلي الرقيق والتخفيف عنهم. وقيل: أراد حقوق الزكاة وإخراجها من الأموال التي تملكها الأيدي، كأنه علم بما يكون من أهل الردة وإنكارهم وجوب الزكاة وامتناعهم من أدائها إلي القائم بعده، فقطع حجتهم بأن جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة. فعقل أبو بكر رضي الله عنه هذا المعنى حتى قال: ((لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة)). ((مظ)): وإنما قال: أراد به الزكاة؛ لأن القرآن والحديث إذا ذكر فيهما الصلاة فالغالب ذكر الزكاة بعده.

((قض)): وفي حذف الفعل – وهو إما ((أحفظوا)) أي أحفظوها بالمواظبة عليها وما ملكت أيمانكم بحسن الملكية والقيام بما يحتاجون إليه من الكسوة والطعام، أو ((احذروه)) أي احذروا تضييعها وخافوا ما رتب عليه من العذاب – تفخيم للأمر وتعظيم لشأنه.

((تو)): الأظهر أنه أراد بما ملكت أيمانكم المماليك، وإنما قرنه بالصلاة ليعلم أن القيام بمقدار حاجتهم من الكسوة والطعام واجب علي من ملكهم وجوب الصلاة التي لا سعة في تركها، وقد ضم العلماء البهائم المستملكة في هذا الحكم إلي المماليك. وإضافة الملك إلي اليمين كإضافة إلي اليد والاكتساب، والأملاك تضاف إلي الأيدي لتصرف المالك فيها وتمكنه من تحصيلها باليد، وإضافتها إلي اليمين أبلغ وأقعد من إضافتها إلي اليد؛ لكون اليمين أبلغ في القوة والتصرف وأولي بتناول ما كرم وطاب. وإن لي فيه وجها آخر. وهو أن المماليك خصوا بالإضافة إلي الأيمان تنبيها علي شرف الإنسان وكرامته، وتبيينا لتفصيله علي سائر أنواع ما يقع عليه اسم الملك، وتمييزا له بلفظ اليمين ععن جميع ما احتوته الأيدي واشتملت عليه الأملاك.

٣٣٥٨ - وعن أبي بكر الصديق [رضي الله عنه]، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة سيء الملكة)) رواه الترمذي، وابن ماجه. [٣٣٥٨]

٣٣٥٩ - وعن رافع بن مكيث، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حسن الملكة يمن، وسوء الخلق شؤم)). رواه أبو داود. ولم أر في غير ((المصابيح)) ما زاد عليه فيه من قوله: ((والصدقة تمنع ميتة السوء، والبر زيادة العمر)). [٣٣٥٩]

ــ

<<  <  ج: ص:  >  >>