للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٨ - وعن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أدخل الميت القبر مثلت له الشمس عند غروبها، فيجلس يمسح عينيه، ويقول: دعوني أصلي)) رواه ابن ماجه [١٣٨].

١٣٩ - وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل في قبره من غير فزع ولا مشغوب. ثم يقال: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام. فيقال: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله، فصدقناه. فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله، فيفرج

ــ

بتفاصيلها كما يجري على المرء في قبره، ومن ثم ضج المسلمون، وصاحوا، وجزعوا، و ((أي)) نداء يعني يا فلان بارك الله فيك، و ((قريباً)) صفته مصدر محذوف أي فتنة قريبة وذكر كما في قوله تعالى: {إنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ} يريد فتنة عظيمة، إذ ليس فيه أعظم من فتنة الدجال.

الحديث الرابع عن جابر: قوله: ((مثلت له)) أي صورت وخيلت، وذلك لا يكون إلا في حق المؤمن، ولعل ذلك عند نزول الملكين إليه. ويمكن أن يقال: إن ذلك بعد السؤال والجواب، تنبيهاً على رفاهيته. وفي قوله: ((يمسح عينيه)) إيماء إليها كأنه يظن أنه بعد في الدنيا، ويؤدي ما عليه من الفرائض، ويمنعه من قيامه بعض الأصحاب وذلك من رسوخه في أدائه ومداومته عليه في الدنيا، وإما لتخصيص ذكر الغروب]؛ فإنه مناسب للغريب؛ فإن أول منزل ينزله عند الغروب، والله أعلم بالمراد [قوله: ((عند غروبها)) حال من الشمس لا ظرف لمثلت، و ((يمسح)) حال من الضمير في يجلس، أي يجلس ماسحاً].

الحديث الخامس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((غير فزغ)) هو حال، و ((فزع)) صفة مشبهة يدل على المبالغة، ثم أكده بقوله: ((ولا مشغوب)) من الشغف وهو تهيج الشر والفتنة وقوله: ((وكنت في الإسلام)) دليل على غاية تمكنه من الجواب لأن الجواب [الظاهر] أن يقول: في الإسلام، و ((ما)) استفهام مبتدأ، و ((هذا الرجل)) الصفة والموصوف خبره، وقد سبق أن ((ما)) يسأل به عن الوصف، ولذلك سماه ووصفه، أي صاحب ذلك الاسم المفخم المشتهر لا يخفى على كل أحد، وهو أنه رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقوله: ((رسول الله)) يحتمل أن يكون خبراً، و ((جاءنا)) جملة استئنافية مبينة للجملة الأولى، وأن يكون صفة و ((جاءنا)) خبراً، والأول أوجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>