للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٢٦ - وعن أبي هريرة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب، فقال: ((اضربوه)) فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله. قال: ((لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشطان)). رواه البخاري.

الفصل الثاني

٣٦٢٧ - عن أبي هريرة، قال: جاء الأسلمي إلي نبي الله صلى الله عليه وسلم، فشهد علي نفسه أنه أصاب امرأة حراماً، أربع مرات، كل ذلك يعرض عنه، فأقبل في الخامسة، فقال: ((أنكتها؟)) قال: نعم. قال: ((حتى غاب ذلك منك في ذلك منها)) قال: نعم قال: ((كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟)) قال: نعم. قال: ((هل تدري

ــ

اسمه وخبره سد مفعولي ((علمت))؛ لكونه مشتملا علي المنسوب والمنسوب إليه، والضمير في ((أنه)) يعود إلي الموصولة، والموصول مع صلته خبر مبتدأ محذوف، تقديره هو الذي علمت والجملة جواب القسم. وفيه تعسف، وفي مطالع الأنوار: معناه فو الله الذي علمته أنه يحب الله ورسوله، فعلي هذا علم بمعنى عرف، و ((أنه)) خبر الموصول. وفيه أيضاً: أو تجعل ((ما)) نافية والتاء للخطاب علي طريق التقرير له ويصح علي هذا كسر ((أنه)) وفتحها، والكسر علي جواب القسم. وفيه أن ((ما)) صلة تأكيداً، أي لقد علمت.

أقول: وكأن جعل ((ما)) نافية أظهر لوجه اقتضاء القسم أن يتلقى بحرف النفي وأن واللام بخلاف الموصولة؛ ولأن الجملة القسمية جيء بها مؤكدة لمعنى النهي ومقررة للإنكار، ويؤيده رواية شرح السنة: ((فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)) لأن معنى الحصر في هذه الرواية بمنزلة تاء الخطاب في تلك الرواية؛ لإرادة الرد ومزيد الإنكار علي المخاطب. وفيه أن محبة الله ومحبة رسوله موجبتان للزلفي من الله والقربى منه، ولا يجوز لعنه لأنه طرد من الله تعالي وبعد من رحمته.

الفصل الثاني

الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أتيت منها حراماً؟)) جواب عن قوله: ((أتدري ما الزنا؟)) فإنه مستدرك لما سبق من قوله: ((أصاب امرأة حراماً)) وتصريحه بقوله: ((نعم)) في جوب ((أنكتها؟)) ثم قوله: ((فما تريد بهذا القول؟)) كل ذلك تعلل وسوق للمعلوم مساق المجهول لعله يرجع عن شهادته تلك؛ إيذاناً بأن حق الله تعالي علي المساهلة، وعلي أن للإمام أن يعرض [عن] المحدود بإنكار موجبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>