للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما الزنا؟)) قال: نعم؛ أتيت منها حراماً ما يأتي الرجل من أهله حلالاً. قال: ((فما تريد بهذا القول؟)) قال: أريد أن تطهرني، فأمر به فرجم، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلي هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب، فسكت عنهما، ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله، فقال: ((أين فلان وفلان؟)) فقالا: نحن ذان يا رسول الله فقال: ((انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار)) فقالا: يا نبي الله من يأكل من هذا؟ قال: ((فما نلتما من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه، والذي نفسي بيده، إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها)) رواه أبو داود. [٣٦٢٧]

٣٦٢٨ - وعن خزيمة بن ثابت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصاب ذنباً أقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته)). رواه في ((شرح السنة))

٣٦٢٩ - وعن علي [رضي الله عنه] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصاب حداً فجعل عقوبته في الدنيا فالله أعدل من أن يثني علي عبده العقوبة في الآخرة، ومن أصاب حداً فستره الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه)). رواه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.

[وهذا الباب خال عن الفصل الثالث]

ــ

قوله: ((فما نلتما)) ((مظ)): ((ما)) الموصولة مع صلتها مبتدأ، و ((أشد)) خبره والعائد محذوف أي ما نلتماه.

الحديث الثاني والثالث عن علي رضي الله عنه: قوله: ((من أصاب حدا)) أي ذنبا يوجب الحد فأقيم المسبب مقام السبب. ويجوز أن يراد بالحد المحرم من قوله تعالي: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا} أي تلك محارمه. وقوله: ((فستر)) مع قوله: ((وعفا عنه)) معا عطف علي الشرط، أي من ستر الله عليه وتاب فوضع غفران الله موضع التوبة إشعاراً بترجيح جانب الغفران، وأن الذنب مطلوب له؛ ولذلك وضع المظهر موضع المضمر في الجزاء، ووصفه بالكرم. وفيه حث علي الستر والتوبة، وأنه أولي وأحرى من الإظهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>