للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٦٩٦ - وعن النواس بن سمعان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)) رواه في ((شرح السنة)). [٣٦٩٦]

٣٦٩٧ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أمير عشرة، إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولاً، حتى يفك عنه العدل أو يوبقه الجور)) رواه الدارمي. [٣٦٩٧]

ــ

رده بقوله: ((من أهان سلطان الله)) يعني تفسيقك إياه بسبب لبسه هذه الثياب التي يصون بها عزته ليس بحق؛ لأن المعنى من أهان من أعزه الله وألبسه خلع السلطنة، أهانه الله، و ((في الأرض)) متعلق بـ ((سلطان الله)) تعلقها في قوله تعالي: {إنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ} والإضافة في ((سلطان الله)) إضافة تشريف كبيت الله.

ويحكى عن جعفر الصادق رضي الله عنه: أنه دخل عليه سفيان الثوري، وعلي جعفر جبة خز دكناء، فقال يا بن رسول الله! هذا ليس من لباسك فحسر عن ردن جبته، فإذا تحتها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل والردن عن الردن، فقال: يا ثوري! لبسنا هذا الله وهذا لكم فما كان الله أخفيناه، وما كان لكم أبديناه. ذكره صاحب جامع الأصول في كتاب مناقب الأبرار. والدكناء بالدال المهملة تإنيث الأدكن، وهو ثوب مغبر اللون.

الحديث الثالث عن النواس قوله: ((لمخلوق)) صفة ((طاعة)) و ((في معصية الخالق)) خبر ((لا))، وفيه معنى النهي، يعني لا ينبغي ولا يستقيم ذلك، وتخصيص ذكر المخلوق والخالق مشعر بعلية هذا الحم. ((حس)): اختلفوا فيما يأمر به الولاة من العقوبات، قال أبو حنيفة وأبو يوسف: ما أمر به الولاة من ذلك غيرهم يسعهم أن يفعلوه فيما كانت ولايته إليهم. وقال محمد بن الحسن: لا يسع المأمور أن يفعله حتى يكون الذي يأمره عدلاً وحتى يشهد عدل سواه علي أن المأمور ذلك. الكشاف: عن أبي حازم أن مسلمة بن عبد الملك قال له: ألستم أمرتم بطاعتنا في قوله تعالي: {وأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}؟ قال: أليس قد نزعت عنكم إذا خالفتم الحق بقوله تعالي: {فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلي اللَّهِ والرَّسُولِ}؟

أقول: يريد أن قوله: {وأَطِيعُوا الرَّسُولَ} عطف علي ((أطيعوا الله)) وكرر الفعل ليدل علي استقلال طاعة الرسول، ولم يؤت وأطيعوا في {أُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} دلالة علي عدم استقلالهم، وعلله بقوله: {فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلي اللَّهِ والرَّسُولِ} فكأنه قيل: إذا لم يكن أولوا الأمر مستقلين وشاهدتم منهم خلاف الحق، فردوه إلي الحق ولا يأخذكم في الله لومة لائم.

الحديث الرابع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((أو يوبقه)) أي يهلكه، وهو عطف

<<  <  ج: ص:  >  >>