للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٧٠٤ - وعن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحب الناس إلي الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام عادل. وإن أبغض الناس إلي الله يوم القيامة وأشدهم عذابا)). وفي رواية: ((وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر)) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب. [٣٧٠٤]

٣٧٠٥ - وعنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الجهاد من قال كلمة حق عند سلطان جائر)) رواه الترمذي، وأبو داود، وابن ماجه. [٣٧٠٥]

٣٧٠٦ - ورواه أحمد والنسائي عن طارق بن شهاب. [٣٧٠٦]

٣٧٠٧ - وعن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق، إن نسي ذكره. وإن ذكر أعانه. وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء، إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه)) رواه أبو داود، والنسائي. [٣٧٠٧]

ــ

الحديث الحادي عشر والثاني عشر عن أبي سعيد رضي الله عنه قوله: ((من قال كلمة حق)) أي جهاد من قال، يعني: من تكلم كلمة حق. وإنما قلنا: أن ((قال)) بمعنى تكلم؛ لأن كلمة ((حق)) ليست بجملة. ((خط)): إنما صار ذلك أفضل الجهاد؛ لأن من جاهد العدو كان مترددا بين الرجاء والخوف لا يدري هل يغلب، أو يغلب، وصاحب السلطان مقهور في يده، فهو إذا قال الحق وأمره بالمعروف فقد تعرض للتلف، فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف.

((مظ)): وإنما كان أفضل؛ لأن ظلم السلطان يسري في جميع من تحت سياسته وهو جم غفير، فإذا نهاه عن الظلم فقد أوصل النفع إلي خلق كثير بخلاف قتل كافر. قال الشيخ أبو حامد في الإحياء: الأمر بالمعزوف مع السلاطين التعريف والوعظ. وإما المنع والقهر فليس ذلك لآحاد الرعية؛ لأن ذلك يحرك الفتنة ويهيج الشر؛ ويكون ما يتولد منه من المحذور أكثر، وأما التخشن في القول كقولك: يا ظالم! يا مت لا يخاف الله! وما يجري مجراه، فذلك إن كان يتعدى شره إلي غيره لم يجز، وإن كان لا يخاف إلا علي نفسه فهو جائز بل مندوب إليه، فلقد كان من عادة السلف التعرض للأخطار، والتصريح بالأنكار من غير مبالاة بهلاك المهجة؛ لعلهم بأن ذلك جهاد وشهادة.

الحديث الثالث عشر عن عائشة رضي الله عنها: قوله: ((وزير صدق)) أصله وزير صادق ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>