٣٧١٦ - وعن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعوذوا بالله من رأس السبعين, وإمارة الصبيان)). [٣٧١٦]
٣٧١٧ - وعن يحيى بن هشام, عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كما تكونون, كذلك يؤمر عليكم)). [٣٧١٧]
٣٧١٨ - وعن ابن عمر [رضي الله عنه] , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن السلطان ظل الله في الأرض, يأوي إليه كل مظلوم من عباده, فإذا عدل كان له الأجر, وعلي الرعية الشكر, وإذا جار, كان عليه الإصر وعلي الرعية الصبر)). [٣٧١٨]
ــ
الغاية في ((حتى)) نقلا من علم اليقين إلي حق اليقين، وإن حمل علي الترديد فالظن مجرى علي معناه؛ لأن ترديد مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا راجحا عند أمته, فمعنى الغاية في ((حتى)) النقل من الظن إلي علم اليقين.
الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((وإمارة الصبيان)) حال أي تعوذوا من فتنة تنشأ من بعد السبعين من تاريخ الهجرة أو وفاته, والحال أن الصبيان يكونون أمراء ويدبرون أمر أمتي وهم أغيلمة من قريش, رآهم صلى الله عليه وسلم في منامه يلعبون علي منبره صلى الله عليه وسلم, وقد جاء في تفسير قوله تعالي: {} أنه صلى الله عليه وسلم رأي في المنام أن ولد الحكم, يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكرة.
الحديث السابع عن يحيى: قوله: ((كما تكونون)) الكاف مرفوع المحل علي الابتداء, والخبر ((يؤمر)) ولذلك جيء به تاكيدا وتقريرا للتشبيه وفي معناه قوله: ((أعمالكم عمالكم)) والحديث يوضحه الحديث الآتي لأبي الدرداء.
الحديث الثامن عن ابن عمر رضي الله عنهما: قوله: ((السلطان ظل الله)) تشبيه, وقوله: ((يأوي إليه كل مظلوم)) جملة مبينة لما شبه به السلطان بالظل, كما أن الناس يستروحون إلي برد الظل من حر الشمس, كذلك يستروحون إلي برد عدله من حر الظلم. وأضافه إلي الله تشريفا له كبيت الله وناقة الله, وإيذانا بأنه ظل ليس كسائر الظلال, بل له شان ومزيد اختصاص بالله لما جعل خليفة الله في أرضه, ينشر عدله وإحسانه في عباده, ولما كان هو في الدنيا ظل الله يأوي إليه كل ملهوف, يأوي هو في الآخرة إلي ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله.
فإن قلت: دلت الإضافة وقوله: ((يأوي إليه كل مظلوم)) أن السلطان عادل, فكيف يستقيم