٣٧٤٧ - وعن عائشة, قالت لما استخلف أبو بكر [رضي الله عنه] قال: لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤونة أهلي, وشغلت بأمر المسلمين, فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال, ويحترف للمسلمين فيه. رواه البخاري.
الفصل الثاني
٣٧٤٨ - عن بريدة, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: من استعملناه علي عمل, فرزقناه رزقا, فما أخذ بعد ذلك فهو غلول)) رواه أبو داود. [٣٧٤٨]
ــ
لمؤنة أهله وجعله غيره, وهو هو. وفيه إشعار بالعلية وأن من اتصف بتلك الصفات حقيق بأن يأكل هو وأهله من بيت المال, وإذا كان كذلك فكيف يخالف المعنى الذي ذهب إليه الشيخ ونحوه في إطلاق آل مقحما كقوله تعالي:{وبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وآلُ هَارُونَ} الكشاف ويجوز أن يراد مما تركه موسى وهارون, و ((آل)) مقحم لتفخيم شأنهما. ومثله في الالتفات علي سبيل التجريد, {فَآمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ} بعد قوله: {إني رَسُولُ اللَّهِ} الكشاف: عدل عن الضمير إلي الاسم الظاهر ليجرى عليه الصفات التي أجريت عليه؛ ليعلم أن الذي وجب الإيمان به وإتباعه هو هذا الشخص المستقل, بأنه النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته كائنا من كان أنا أو غيري إظهارا للنصفة وتفاديا عن العصبية لنفسه؛ إذ لو قال:((آمنوا بالله وبي)) لم يقع هذا الموقع. وخص الأكل من بين المنافع بالذكر لكونه أعظمها وأهمها. ((تو)): فرض رضي الله عنه لنفسه مدين من طعام وإداما زيتا أو نحوه, وإزار ورداء في الصيف وفروة أو جبة في الشتاء, وظهر بعير لحاجته في السفر والحضر.
قوله:((ويحترف للمسلمين)) فيه الضمير المجرور راجع إلي معنى قوله: ((فسيأكل)) أي فيما أكل من المال عوضا له وجيء بالحرفة مشاكلة لوقوعه في صحبته وقوله: ((إن حرفتي)) ((نه)): المراد باحترافه للمسلمين نظره في أمورهم وتثمير مكاسبهم وأرزاقهم. والحرفة الصناعة وجهة الكسب, وحريف الرجل معامله في حرفته. ((مظ)): وفيه بيان أن للعامل أن يأخذ من عرض المال الذي يعمل فيه قدر ما يستحقه لعمالته, إذا لم يكن فوقه إمام يقطع له أجرة معلومة.
الفصل الثاني
الحديث الأول عن بريدة: قوله: ((فما أخذ بعد ذلك)) جزاء الشرط, و ((ما)) موصولة والعائد