٣٧٥٥ - ورواه أحمد, والبيهقي في ((شعب الإيمان)) عن ثوبان وزاد: ((والرائش)) يعني الذي يمشي بينهما. [٣٧٥٥]
٣٧٥٦ - وعن عمرو بن العاص, قال: أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن اجمع عليك سلاحك وثيابك, ثم ائتني)) قال: فأتيته وهو يتوضأ. فقال:((يا عمرو! إني أرسلت إليك لأبعثك في وجه يسلمك الله ويغنمك, وأزغب لك زغبة من المال)). فقلت: يا رسول الله ما كانت هجرتي للمال, وما كانت إلا لله ولرسوله. قال:((نعما بالمال الصالح للرجل الصالح)). رواه في (شرح السنة)). وروى أحمد نحوه. وفي روايته: قال: ((نعم المال الصالح للرجل الصالح)). [٣٧٥٦]
ــ
الحديث السابع عن عمرو: قوله: ((أن اجمع عليك سلاحك)) ((أن)) يحتمل أن تكون مفسرة لما في ((أرسل)) من معنى القول, ومصدرية, أي أرسل إلي لجمع سلاحي. ويقال: زعبت زعبة من المال – بالزاي المنقوطة والعين المهملة – أي رفعت لك قطعة منه, والزعب بفتح الزاي وضمها الدفعة من المال. وقوله:((نعما بالمال)) ((ما)) في ((نعما)) غير موصولة ولا موصوفة. قالابن جنى:((ما)) في ((نعما)) منصوبة لا غير, والتقدير نعم شيئا من المال الصالح. والباء زائدة مثلها في قوله:((كفي بالله)) وإنما قلنا: أنها ليست بموصولة ولا موصوفة لتعين الأول بالصلة والثانية بالصفة. والمراد الإجمال ثم التبيين, فما هنا بمنزلة تعريف الجنس في نعم الرجل؛ فإنه إذا قرع السمع أولا مجملا ذهب بالسامع كل مذهب. ثم إذا بين تمكن من ذهنه فضل تمكن, واخذ بمجامع القلب.
وفي هذا مدح عظيم للمال الصالح, والصلاح ضد الفساد وهما مختصان في أكثر الاستعمال بالأفعال, وقوبل تارة في القرآن بالفساد وتارة بالسيئة, قال تعالي:{خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وآخَرَ سَيِّئًا} وقال: {ولا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إصْلاحِهَا} وخلاصته أن الشيء إذا كان منتفعا به كان صالحا, والفساد بخلافه, فالرجل الصالح من علم الخير وعمل به, والمال الصالح ما يكسب من الحلال وينفق في وجوه الخيرات.