٣٧٥٢ - وعن عدي بن عميرة, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يأيها الناس من عمل منكم لنا عمل, فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غال, يأتي به يوم القيامة)). فقام رجل من الأنصار, فقال: يا رسول الله اقبل عني عملك. قال: ((وما ذاك؟)) قال: سمعتك تقول كذا وكذا قال: ((وأنا أقول ذلك, من استعملناه علي عمل؛ فليأت بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذه, وما نهي عنه انتهي)) رواه مسلم, رواه داود, واللفط له. [٣٧٥٢]
٣٧٥٣ - وعن عبد الله بن عمرو, قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي. رواه أبو داود, وابن ماجه. [٣٧٥٣]
ــ
ليس كسبك إلا هذا. ويفهم من تقييد القرينتين الأخيرتين بالشرط أن القرينة الأولي مطلقة, فإن كانت له زوجات يجوز أن يضيف إليها واحدة أو استغني بتقييد الأخيرتين عن تقييد القرينة الأولي, فهي مقيدة أيضا وفائدة ذكرها أن له مؤونة زوجة واحدة.
الحديث الخامس عن عدي: قوله: ((فما فوقه)) الفاء للتعقيب الذي يفيد الترقي, أي فوق المخيط في الحقارة نحو قوله تعالي: {إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} ((واقبل عني عملك)) أي أقلني منه ((وما ذاك)) إشارة إلي ما في الذهن, أي ما الذي حملك علي هذا القول. والإشارة بقوله: ((ذاك)) إلي ما سبق من قوله: ((من عمل منكم)) الحديث: ((ومن استعملنا)) إلي آخره تكرير للمعنى ومزيد للبيان, يعني أنا أقول ذلك ولا أرجع عنه, فمن استطاع أن يعمل فليعمل ومن لم يستطع فليترك.
الحديث السادس عن عبد الله: قوله: ((الراشي والمرتشي)) ((فا)): الرشوة الوصلة إلي الحاجة بالمصانعة, من الرشاء وقد رشاه رشوا فارتشى, كما يقال: كساه فاكتسى. وقيل: هو من قولهم: رشا الفرخ إذا مد عنقه إلي أمه لتزقه. ((خط)): الراشي المعطي والمرتشي الآخذ, وإنما تلحقهما العقوبة إذا استويا في القصد والإرادة فرشا المعطي لينال به باطلا ويتوصل به إلي الظلم. فأما إذا أعطى ليتوصل به إلي حق أو ليدفع عن نفسه مضرة فإنه غير داخل في هذا الوعيد. ((تو)): وروي فيه أن ابن مسعود أخذ في شيء بأرض الحبشة, فأعطى دينارين حتى خلي سبيله.