٣٨٤٨ - وعن عقبة بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((أعجزتم إذا بعثت رجلا فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري؟)). رواه أبو داود. [٣٨٤٨]
وذكر حديث فضالة:((والمجاهد من جاهد نفسه)). في ((كتاب الإيمان)).
الفصل الثالث
٣٧٤٩ - عن أبي أمامة، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فمر رجل بغار فيه شيء من ماء وبقل، فحدث نفسه بأن يقيم فيه ويتخلي من الدنيا، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إني لم أبعث باليهودية، ولا بالنصرإنية، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة، والذي نفس محمد بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله؛ خير من الدنيا وما فيها، ولمقام أحدكم في الصف؛ خير من صلاته ستين سنة)). رواه أحمد. [٣٨٤٩]
٣٨٥٠ - وعن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا فله ما نوى)) رواه النسائي. [٣٨٥٠]
ــ
الحديث الثامن والعشرون عن عقبة: قوله: ((فلم يمض لأمري)) أي إذا أمرت أحدا أن يذهب إلي أمر فلم يذهب إليه فأقيموا مكانه غيره، أو إذا بعثته لأمر ولم يمض لإمضاء أمري وعصإني فاعزلوه.
الفصل الثالث
الحديث الأول عن أبي أمامة: قوله: ((ولكني بعثت بالحنيفية السمحة)) ((لكن)) تقتضي مخالفة ما بعدها لما قبلها كما تقرر، أي ما بعثت بالرهبإنية الشاقة بل بعثت بالحنيفية السمحة، فوضع قوله:((باليهودية ولا بالنصرإنية)) موضع قوله: ((الرهبإنية الشاقة)). ((مح)): الظاهر أن الغدوة والروحة غير مختصين بالغدو والرواح، بل كل لمحة وساعة هي في سبيل الله خير له من الدنيا وما فيها لو ملكها وتصور تنعمه فيها؛ لأنه زائل ونعيم الآخرة باق. وقيل: لو ملكها وأنفقها في أمور الآخرة. وبقية الحديث مضى شرحه في الفصل الثاني في حديث أبي هريرة.
الحديث الثاني عن عبادة: قوله: ((إلا عقالا)) والعقال حبل صغير تشد به ركبتي البعير لئلا