٣٨٩٩ - وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى نهمته من وجهه فليجعل إلي أهله)). متفق عليه.
٣٩٠٠ - وعن عبد الله بن جعفر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته، وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة، فأردفه خلفه، قال: فأدخلنا المدينة ثلاثة علي دابة. رواه مسلم.
٣٩٠١ - وعن أنس، أنه أقبل هو وأبو طلحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم صفية مردفها علي راحلته. رواه البخاري.
ــ
وعليه ثياب أو كان موسراً في وطنه، يعطي من الزكاة في هذا الحال. والله أعلم. قوله:((فليعد به)) أي فليرفق به ويحمله علي ظهره. قال في أساس البلاغة: تقول: عاد إلينا فلان بمعروفه، وهذا الأمر أعود عليك أي أرفق بك من غيره.
الحديث الثامن عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((نهمته)) ((تو)): النهمة بلوغ الهمة في الشيء، وقد نهم بكذا فهو منهوم أي مولع به انتهي كلامه. و ((من وجهه)) متعلق بـ ((قضى)) أي إذا حصل مقصوده من جهته وجانبه الذي توجه إليه. ((خط)): فيه الترغيب في الإقامة لئلا تفوته الجمعات والجماعات والحقوق الواجبة للأهل والقرابات، وهذا في الأسفار غير الواجبة، ألا تراه يقول صلى الله عليه وسلم:((فإذا قضي نهمته فليعجل إلي أهله)) أشار إلي السفر الذي له نهمة وأرب من تجارة أو تقلب دون السفر الواجب كالحج والغزو. انتهي كلامه.
((حس)): فيه دليل علي تغريب الزإني؛ قال الله تعالي:{ولْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ المُؤْمِنِينَ} والتغريب عذاب كالجلد. ((مح)): سمي الفطر قطعة من العذاب؛ لما فيه من المشقة والتعب ومعاناة الحر والبرد والخوف والسري، ومفارقة الأهل والأصحاب وخشونة العيش.
الحديث التاسع عن عبد الله: قوله: ((ثلاثة علي دابة)) حال موطئة أي ثلاثة كائنة علي دابة كقوله تعالي: {لِّسَانًا عَرَبِيًا}.
الحديث العاشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((أقبل)) أكد المستتر ليعطف المظهر عليه، و ((مع النبي)) ظرف ((أقبل)) أو حال أي مصاحبين النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله:((مردفها)) حال من ((النبي)) والعامل متعلق الظرف كأنهم أقبلوا من سفر علي هذه الهيئة والحالة. وكذا صرح في شرح السنة عن أنس قال: أقلبنا من خيبر وبعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم رديفه.