٣٩١٥ - وعن عبد الله بن مسعود [رضي الله عنه]، قال: كنا يوم بدر، كل ثلاثة علي بعير، فكان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فكانت إذا جاءت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا: نحن نمشي عنك. قال:((ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما)) رواه في ((شرح السنة)). [٣٩١٥]
٣٩١٦ - وعن أبي هريرة [رضي الله عنه]، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((لا تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله تعالي إنما سخرها لكم لتبلغكم إلي بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم)) رواه أبو داود. [٣٩١٦]
ــ
تعالي:{إنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ إنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ} والتركيب من باب الترديد للتعليق، كقوله الشاعر:
لو مسها حجر مسته سراء
أي لو مسها حجر لسرته فإن ((إن)) زيدت للتوكيد وطول الكلام و ((ما)) لتكفها عن العمل، وأصل التركيب إن تفرقكم في هذه الشعاب ذلكم من الشيطان.
الحديث الثامن عن عبد الله رضي الله عنه: قوله: ((زميلي)) ((نه)): الزميل العديل الذي حمله مع حملك علي البعير، وقد زاملني عازلني والزميل أيضاً الرفيق. و ((العقبة)) النوبة، ومنه أن كل غازية غزت يعقب بعضها بعضاً. أي يكون الغزو بينهم نوناً. قوله:((نمشي عنك)) ضمن المشي معنى الاستغناء أي نستغنيك عن المشي يعني نمشي بدلك. وفيه إظهار غاية التواضع منه صلوات الله عليه، والمواساة مع الرفقاء والافتقار إلي الله تعالي.
الحديث التاسع عن أبي هريرة رضي الله عنه: قوله: ((منابر)) كناية عن القيام عليها لأنهم إذا خطبوا علي المنابر قاموا. ((خط)): قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب علي راحلته واقفاً عليها، فدل ذلك علي أن الوقوف علي ظهرها إذا كان لأرب أو بلوغ وطر لا يدرك مع النزول إلي الأرض مباح، وأن النهي إنما انصرف إلي الوقوف عليها لا لمعنى يوجبه، فيتعب الدابة من غير طائل. وكان مالك بن أنس يقول: الوقوف علي ظهور الدواب بعرفة سنة والقيام علي الأقدام رخصة.