٣٩١٧ - وعن أنس، قال: كنا إذا نزلنا منزلاً لا نسبح حتى نحل الرحال. رواه أبو داود. [٣٩١٧]
٣٩١٨ - وعن بريدة: قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إذ جاءه رجل معه حمار، فقال: يا رسول الله اركب! وتأخر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا، أنت أحق بصدر دابتك، إلا أن تجعله لي)) قال: جعلته لك، فركب. رواه الترمذي، وأبو داود. [٣٩١٨]
٣٩١٩ - وعن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين)). فأما إبل الشياطين فقد رأيتها: يخرج أحدكم بنجيبات معه قد أسمنها فلا يعلوا بعيراً منها ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله. وأما بيوت الشياطين فلم أرها، كان سعيد يقول: لا أراها إلا هذه الأقفاص التي يستر الناس بالديباج. رواه أبو داود. [٣٩١٩]
ــ
قوله:((إلا بشق الأنفس)) ((نه)): الشق بالكسر من المشقة يقال: هم قوم بشق من العيش إذا كانوا في جهد. قوله:((فعليها فاقضوا)) الفاء الأولي للسببية والثانية للتعقيب، أي إذا كان كذلك فعلي الأرض اقضوا حاجاتكم لا علي الدواب، ثم عقبه بقوله:((فاقضوا حاجاتكم)) تفسيراً للمقدر، ففيه توكيد مع التخصيص. وجمع الحاجات وأضافها إلي سائر المخاطبين؛ ليفيد العموم يعني خصوا الأرض بقضاء حاجاتكم المختلفة الأنواع، ويكفيكم من الدواب أن تبلغكم إلي بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس.
الحديث العاشر عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((لا نسبح)) قيل: أراد بالتسبيح صلاة الضحى. المعنى: أنهم كانوا مع اهتمامهم بأمر الصلاة لا يباشرونها، حتى يحطوا الرحال ويريحوا الجمال رفقاً بها وإحساناً إليها.
الحديث الحادي عشر عن بريدة رضي الله عنه: قوله: ((لا)) هنا حذف و ((أنت أحق)) تعليل له أي لا ركب وأنت تأخرت لأنك أحق بصدر دابتك. وفيه بيان إنصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواضعه وإظهار لحق المرء؛ حيث رضي أن يركب خلفه.
الحديث الثاني عشر عن سعيد رضي الله عنه: قوله ((بنجيبات)) ((نه)): النجيب من الإبل