٣٩٢٠ - وعن سهل بن معاذ، عن أبيه، قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق، فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي في الناس:((إن من ضيق منزلاً، أو قطع طريقاً، فلا جهاد له)) رواه أبو دواد. [٣٩٢٠]
٣٩٢١ - وعن جابر [رضي الله عنه]، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:((إن أحسن ما دخل الرجل أهله إذا قدم من سفر أول الليل)) رواه أبو داود.
ــ
القوي منها الخفيف السريع. والنجيب الفاضل الكريم الخسي. ((قض)): يريد بها ما تكون معدة للتفاخر والتكاثر ولم يقصد بها أمر مشروع، ولم يستعمل فيما تكون فيه قربة، فعين الصحابي من أصناف هذا النوع من الإبل صنفاً، وهو نجيبات سمان يسوقها الرجل معه في سفره فلا يركبها ولا يحتاج إليها في حمل متاعه، ثم إنه يمر بأخيه المسلم قد انقطع به من الضعف والعجز فلا يحمله، وعين التابعي صنفاً من البيوت وهو الأقفاص المجللة بالديباج يريد بها المحامل التي يتخذها المترفون في الأسفار.
((شف)): وليس في الحديث ما يدل عليه بل نظم الحديث دليل علي أن جميعه إلي قوله: ((فلم أرها)) من متن الحديث، من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي هذا فمعناه أنه صلى الله عليه وسلم قال:((فأما إبل الشياطين فقد رأيتها)) – إلي قوله – ((فلا يحمله، وأما بيوت الشياطين فلم أرها)) فإن النبي صلى الله عليه وسلم، لم ير من الهوادج المستورة بالديباج والمحامل التي يأخذها المترفون في الأسفار. ومما يدل علي ما ذكرنا قول الراوي بعد قوله ((فلم أرها)): كان سعيد يقول: إلي آخره. أقول: وهذا توجيه غير موجه يعرف بأدنى تأمل والتوجيه ما عليه كلام القاضي.
الحديث الثالث عشر عن سهل رضي الله عنه: قوله: ((فضيق الناس)) قيل: التضييق هنا بسبب أخذ منزل لا حاجة له إليه أو فوق حاجته. وقطع الطريق تضييقها علي المارة ((فلا جهاد له)) أي لا كمال ثواب الجهاد لإضراره الناس.
الحديث الرابع عشر عن جابر رضي الله عنه: قوله: ((إن أحسن ما دخل)) ((قض)): ((ما)) موصولة والراجع إليه محذوف، والمراد به الوقت الذي يدخل فيه الرجل علي أهله.
و ((أهله)) منصوب بنزع الخافض وإيصال الفعل إليه علي سبيل الاتساع. ويحتمل أن تكون مصدرية علي تقدير مضاف، أي أن أحسن دخول الرجل علي أهله دخول أول الليل. أقول: والأحسن أن تكون موصوفة أي أحسن أوقات دخل الرجل فيها أهله أول الليل. و ((إذا)) هذا مرفوع محلاً خبر لـ ((إن)).